اشتد الجدال في الفترة الأخيرة بين صربيا وكرواتيا على "ملكية" كل من الكاتب إيفو أندريتش 1892 - 1975 الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1961 والعالم الفيزيائي الحاصل على نحو ألف براءة اختراع نيكولا تيسلا 1856 - 1943. وتولت وسائل الإعلام في بلغراد حملة واسعة للتعريف بايفو أندريتش وسارعت الأجهزة الحكومية الصربية إلى إطلاق اسمه على الشوارع والمؤسسات التعليمية والثقافية ونشر أهم أعماله الأدبية بعدما كاد يصبح منسياً لدى الجيل الجديد بسبب ضآلة الاهتمام به خلال العشرين سنة الأخيرة، وأكدت وسائل الإعلام أنه كان صربياً عرقاً وفكراً، ولذلك أصبح قيادياً في جماعة"البوسنة الفتاة"الصربية التي ناضلت ضد الوجود النمسوي في البوسنة واغتالت ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته صوفيا في ساراييفو يوم 28 حزيران يونيو 1914، ما أدى الى سجنه حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. وأطلقت الحكومة الصربية اسم نيكولا تيسلا على أكبر مجمع لصناعة الأجهزة الكهربائية في بلغراد، إضافة الى تغيير اسم مطار بلغراد من سورتشين إلى نيكولا تيسلا. ونشرت الصحف الصربية مئات المواضيع التي"تؤكد أنه من صرب منطقة كرايينا التي ضُمّت إلى جمهورية كرواتيا". ووصفت الصحف الكرواتية ما تقوم به صربيا، بأنه"بلا أساس"مركزة على توضيح حياة كل من أندريتش وتيسلا، في إطار انتمائهما الكرواتي. ولد إيفو أندريتش قرب مدينة ترافنيك وسط البوسنة التي تقتصر السكنى فيها على الكروات والمسلمين. واسمه ولقبه ليسا متداولين بين الصرب في أي وقت من الأوقات حتى اليوم، وإنما هما من الأسماء المرغوبة لدى الكروات وحدهم. وتنقّل بين مدن كثيرة منها فيشيغراد المسلمة البوسنية وساراييفو المختلطة عرقياً قبل أن يستقر في بلغراد بسبب عمله في وزارة الخارجية وكونها عاصمة يوغوسلافيا، حاله حال عشرات الآلاف من المسلمين والكروات الذين اضطرتهم ظروفهم إلى الانتقال إلى بلغراد. وحتى رواياته الرئيسة الثلاث"وقائع مدينة ترافنيك"و"جسر على نهر درينا"و"الآنسة"تروي تاريخ مناطق ترافنيك وفيشيغراد التي فيها الجسر الحجري الشهير على نهر درينا وساراييفو من الوجود التركي حتى الفترة التي قضاها أندريتش فيها، وليس لها أي اهتمام بالصرب إلا في أمور عابرة. وعندما أصدر أندريتش مجلته الأدبية جعل مركزها زغرب، ورسالته للدكتوراه تناولت الحياة الفكرية في البوسنة - الهرسك في عهد السيطرة التركية. أما نيكولا تيسلا فولد في منطقة كارلوفاتس 50 كلم جنوب غربي زغرب. وإن كان اسمه منتشراً بين غالبية الشعوب السلافية وليس عند الصرب وحدهم، فإن لقبه ليس صربياً، ودرس حتى أكمل الثانوية في كارلوفاتس، ثم درس علوم الكهرباء والفيزياء في براغ، وعمل في بودابست وباريس حتى استقر في نيويورك حيث أنشأ مختبراً خاصاً به. وانتشرت شهرته بسبب كثرة براءات الاختراع التي حصل عليها ومنها: النظام الثلاثي لخطوط الكهرباء، توصيل الكهرباء من دون أسلاك، وفتح المنظومة الكهربائية عبر جهاز للتحكم عن بعد، ولم يعرف عنه أنه عاش ولو أياماً في بلغراد.