مرة أخرى تخالف تركيا الغرب في موقفها من المسألة الفلسطينية وطريقة تناولها. وهذه المرة، ظهر الاختلاف في صدد حوادث غزة. فالغرب سرعان ما عمد الى رسم استراتيجية رد على "حماس". فأعلنت الولاياتالمتحدة وأوروبا رفعها الحظر المالي على الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وهذا يعني أن أوروبا وأميركا وإسرائيل اختارت دعم حكومة محمود عباس الجديدة، واعترفت بها. والغرب يراهن على تقوية عباس في الضفة، وتخفيف الحصار عن الفلسطينيين هناك. ويراهن على إطلاق مفاوضات سلام من جديد، ويُشهد الشعب الفلسطيني على هذا التطور. ونظير ذلك، فجزاء الفلسطينيين في غزة تعاظم عزلتهم وعزلة"حماس". فإما تستسلم"حماس"أو تتخلى عن خطها الراديكالي. ولكن أنقرة لا ترى هذا الرأي، ولا تميل الى هذا الرهان. فهي تعتقد أن انقسام الفلسطينيين، على هذا النحو لا يجدي، وأن الخطة الغربية قد تؤدي الى نتائج معكوسة. فأنقرة قلقة شأن غيرها من الدول. وتخشى انتشار انقسام الفلسطينيين في المنطقة، وتهديد استقرارها. واستفحال تردي الوضع الإنساني في غزة قد يحمل"حماس"على الغلو في التطرف. ويقضي الحل بإقناع الطرفين بالعودة الى الحوار، وتلمس سبله. وفي هذا الإطار أخّرت أنقرة اعترافها بالحكومة الجديدة. واتصل وزير الخارجية، عبدالله غول، بالرئيس عباس وإسماعيل هنية، وطلب إليهما ترك الخلاف، والتماس طريق الحوار. ولكن هل يسمع الفلسطينيون النصيحة؟ أم أن أنقرة مقبلة على عزلة جديدة يعاقبها الغرب بها جزاء موقفها هذا؟ عن سامي كوهين، "مللييت" التركية، 24/6/2007