قضت محكمة في الخرطوم، أمس، بإعدام أربعة إسلاميين متطرفين شنقاً بعدما دانتهم باغتيال موظف الإغاثة الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني عبدالرحمن عباس مطلع 2008. وحكمت على متهم خامس بالسجن عامين. وقال رئيس محكمة الخرطوم شمال القاضي سيد أحمد البدري إن محمد مكاوي وعبدالباسط حاج الحسن ومهند عثمان يوسف وعبدالرؤوف أبو زيد ومحمد حمزة اتفقوا جنائياً على قتل غرانفيل وسائقه، وحكم على المتهم الخامس مراد عبدالرحمن عبدالله بالسجن عامين لأنه أمدّ المتهمين الآخرين بالسلاح من دون أن يشارك في الجريمة. وكان الشبان الخمسة الذين تتروح أعمارهم بين 35 و24 سنة هادئين اثناء تلاوة الحكم عليهم وهتفوا «الله أكبر» في اثناء خروجهم من المحكمة تحت حراسة مشددة، وقال أحدهم «هذا كلام فارغ». وقبيل النطق بالحكم سأل القاضي أسرة السائق السوداني إن كانت تعفو عن المتهم وتقبل الحصول على ديّة أم تصر على القصاص فاختارت الأسرة الأخير. وكانت والدة جون غرانفيل كتبت رسالة إلى المحكمة تؤكد فيها رفضها الحصول على دية وطلبت معاقبة الجناة بالحبس مدى الحياة. وكان الشبان الخمسة ضمن خلايا ضبطت السلطات السودانية أفرادها في أطراف الخرطوم حيث كانوا يتدربون ويخزنون أسلحة بهدف تنفيذ هجمات على القوات الدولية في دارفور منذ عام 2007 عقب انتقاد الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، الرئيس عمر حسن البشر لسماحه بنشر قوات حفظ سلام دولية في دارفور. واتهم الظواهري البشير بالتخلي عن الإسلام لارضاء الولاياتالمتحدة. وتقول معلومات أجهزة الأمن السودانية إن المتطرفين تخلّوا عن تنفيذ هجمات في دارفور لصعوبتها وارتفاع كلفتها وخططوا بدل ذلك لاستهداف أجانب غربيين في الخرطوم. وأعلنت أجهزة الأمن في آب (أغسطس) 2007 كشف مؤامرة لمهاجمة بعثات ديبلوماسية فرنسية وبريطانية وأميركية ومقرات تابعة للأمم المتحدة في الخرطوم. وتبنى بيان على شبكة الإنترنت باسم جماعة «أنصار التوحيد»، وهي جماعة غير معروفة من قبل، قتل جون مايكل غرانفيل (33 سنة) وسائقة السوداني عبدالرحمن عباس رداً على ما وصفته بتزايد انشطة التبشير بالديانة المسيحية في السودان. إلى ذلك، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم أمس إن متشددين اسلاميين هددوا بارتكاب أعمال عنف ضد الحكومة السودانية وربما يستهدفون مصالح غربية بعد مقتل استاذ جامعي متشدد مشتبه فيه. وقالت رسالة من السفارة الى رعاياها: «نُشرت بيانات تهدد بارتكاب أعمال عنف ضد حكومة السودان على موقع جهادي بعد موت متطرف إسلامي مشتبه به». وأضافت أنه ربما تتكرر الدعوة الى مهاجمة أهداف حكومية أو مصالح غربية أو كليهما خلال صلاة الجمعة، وحذرت الرعايا الأميركيين من التنقل داخل العاصمة من الساعة 12 ظهراً إلى السادسة مساء (أمس). ولم تذكر السفارة الأميركية التي تحض مواطنيها على الحد من الظهور ومن التنقلات، تفاصيل عن الموقع «الجهادي» الذي قالت انه نشر التهديدات. وكانت وزارة الداخلية قالت الإسبوع الماضي إن استاذاً جامعياً كان مطلوباً القبض عليه في اتهامات متعلقة بالتطرف والتكفير قُتل بعد مطاردة الشرطة له. وأوضح ناطق باسم الشرطة أن شخصاً ألقى حجراً على المشتبه به معتقداً أنه لص أثناء محاولته الفرار من الضباط مستقلاً دراجة نارية يوم الاربعاء قبل الماضي وانه لفظ أنفاسه لاحقاً في مستشفى نتيجة اصابته في رأسه. لكن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة التي ينتمي اليها الدكتور العبيد عبدالوهاب اتهمت السلطات الأمنية باغتياله عبر ضربه بآلة حادة على رأسه. وقال القيادي في الرابطة الدكتور علاء الدين الزاكي ان عبد الوهاب كان ينوي السفر الى الصومال للجهاد هناك. وشن القيادي الإسلامي محمد عبدالكريم هجوماً عنيفاً على السلطات الأمنية ودعا الحكومة السودانية الى الغاء الاتفاقات الأمنية والتعاون الامني مع الغرب، مشيراً إلى أن السلطات الامنية كانت تنوي تسليم العبيد الى السلطات الاميركية في اطار التعاون الأمني بين الخرطوم وواشنطن.