نازك الملائكة وجه تاريخي من وجوه الشعر العربي، وإبداع سوف تظل قيمته ثابتة على الأيام، ونازك الملائكة لم تكن مجرد شاعرة ولم ترض بالمكان المقدر للشاعرة العربية، وهو في الغالب ليس المكان الأول. وجهود نازك الملائكة في الحركة الشعرية العربية جهود فعالة مؤثرة في سلم الشاعرية، ونستطيع أن نقول إنها مغيرة، وحتى زميلاتها المعاصرات على أهمية بعضهن لم يبلغن شأوها لا في الشعر ولا في التفكير للشعر ولا في نقد الشعر. وفي السنوات الماضية توقفت جهودها وللأسف أيضاً أصبحت الحياة الأدبية العربية تسيطر عليها قوانين التجارة والذي يملك الأدوات التي يفرض بها نفسه هو الآن في المقدمة، أما الذين يكتفون بعملهم ويلوذون بالإنتاج وينأون بأنفسهم عن المضاربات تنساهم الحياة الأدبية التي أصبحت غير عادلة وغير وفية وفاقدة للذاكرة، ونازك الملائكة انقطعت عن الظهور والإنتاج منذ أكثر من 20 سنة. وفي مؤتمر الشعر الذي عقدناه في مصر في شباط فبراير الماضي اقترحت أن تعطى الجائزة لنازك الملائكة لكن الاتجاهات الأخرى تغلبت، ولو كانت الجائزة ذهبت إليها لكان هذا مكافأة بسيطة واعتراف بدورها وعملها لكن أنا متأكد أن الأيام المقبلة ستنصف نازك الملائكة.