سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفاق لوقف النار بين "جيش المهدي" والقوات العراقية والبريطانية في الجنوب . مقتل حوالي 150 عراقياً بينهم 75 بتفجير جامع الخلاني والمالكي يتهم التكفيريين
قتل أكثر من نحو 150 عراقياً أمس بتفجيرات واشتباكات، بينها تفجير مسجد الخلاني شيعي وسط بغداد، حيث قتل 75 شخصاً وأصيب العشرات. وألقى رئيس الوزراء نوري المالكي باللائمة على"التكفيريين"، معتبراً انهم وراء الحادث وهدفهم اثارة الفتنة بين الشيعة والسنة. وفيما ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات بين القوات البريطانية - العراقية من جهة و"جيش المهدي"من جهة أخرى، بدأ الجيش الأميركي حملة واسعة لمطاردة مسلحي"القاعدة"في ديالى يشارك فيها أكثر من عشرة آلاف عسكري. وافادت مصادر الشرطة العراقية أمس ان حصيلة الانفجار الذي وقع وسط بغداد بعد ظهر أمس ارتفعت الى 75 قتيلاً وإصابة 130 آخرين. وكانت المصادر أعلنت ان سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق انفجرت عند ساحة الخلاني قرب الجامع المعروف بالاسم ذاته. وتعتبر المنطقة التي شهدت الانفجار وقت الذروة من اكثر المناطق ازدحاما في بغداد، حيث تشهد المنطقة في مثل هذا الوقت حركة كثيفة للمارة والمركبات، وفيها عدد من الدوائر والمكاتب الحكومية ومراكز ومكاتب شركات أهلية وعدد كبير من المحلات التجارية. وعلى بعد بضع مئات من الأمتار شمال مكان الحادث سوق الشورجة التجاري الذي يعتبر أكبر وأقدم وأهم أسواق بغداد، ويرتادها يومياً آلاف من تجار التجزئة والجملة. ويقع جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني السني والذي تعرض لعملية مماثلة قبل اسابيع معدودة شرق مكان انفجار أمس وعلى مسافة لا تتعدى نصف الكيلومتر. وعلى رغم ان الشرطة اعلنت في وقت سابق ان الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة، إلا ان شهوداً قالوا ان"شاحنة يقودها انتحاري انفجرت قرب جامع الخلاني". وتسبب الانفجار بهدم أجزاء من الجامع، خصوصاً الجزء الذي يقع في محاذاة الشارع الرئيسي، لكن قبته لم تصب بأضرار. وقال مصدر في الشرطة ان بين القتلى عدداً من النساء ورجال المرور وطفلة. ودان المالكي الحادث، وجاء في بيان صادر عن مكتبه"مرة اخرى تقدم زمر التآمر والتكفير والارهاب على ممارسة دورها الاجرامي في انتهاك حرمة بيوت الله وإراقة دماء الابرياء وتشويه وجه بغداد الجميل عبر تخريب معالمها الدينية التي عرفت بها عبر التاريخ". واضاف البيان ان"الجريمة التي حدثت اليوم أمس دليل آخر على إصرار أطراف الحلف الصدامي - التكفيري على إثارة الفتنة الطائفية والاستهتار بكل القيم وتجاوز كل الحرمات". ودعا البيان"الحكومة والشعب والاجهزة الامنية الى تضييق الخناق على هذه الزمر وضربها بقوة وإلحاق الهزيمة بها عبر التمسك بالوحدة الوطنية، المستهدف الاول والأخير من هذه الأعمال الإجرامية الجبانة". الى ذلك، يشارك نحو 10 آلاف جندي أميركي وعراقي في حملة عسكرية واسعة النطاق بدأت فجر أمس في محافظة ديالى، شرق بغداد، تستهدف شبكة"القاعدة"وأنصارها قتل خلالها 22 مسلحاً. والحملة هي الأكبر من نوعها في المنطقة حيث تتصاعد هجمات المسلحين الى مستوى لا سابق له في المحافظة منذ انطلاق خطة"فرض القانون"الأمنية في بغداد منتصف شباط فبراير الماضي. وأعلن الجيش الاميركي في بيان ان قوات"تاسك فورس"شنت عملية عسكرية واسعة"لاجتثاث عناصر شبكة القاعدة الارهابية الناشطة في بعقوبة والمناطق المحيطة بها"، حيث تدور مواجهات عنيفة. واضاف البيان ان"حوالي عشرة آلاف جندي عراقي واميركي مجهزين بكامل المعدات ومروحيات وطائرات حربية وعربات سترايكر ودبابات برادلي تشارك في الهجوم الذي لا يزال في مراحله الاولى". وأضاف البيان ان"العملية بدأت بهجوم جوي ليلي سريع وبحلول النهار قتلت المروحيات وقوات البر 22 مسلحاً مناهضاً للقوات العراقية في بعقوبة وحولها كما اعتقلت مسلحين". ونقل البيان عن الجنرال ماك بدنريك قوله ان"هدفنا إزالة تأثير"القاعدة"في المحافظة والحؤول دون تهديدها الناس ... وتمكين الوزارات العراقية من تقديم الحاجات الاساسية والخدمات الى سكان المدينة". واندفعت القوات نحو مناطق في غرب بعقوبة وكانت تضع الحواجز عبر المداخل الرئيسية، فيما كانت المروحيات تحلق في أرجاء المدينة. من جهته، قال العقيد في الجيش العراقي نجيب الصالحي:"هناك قتلى وجرحى، لكن يتعذر معرفة عددهم"، ومنعت القوات المسلحة سيارات الاسعاف من دخول المنطقة. واكد الجيش العراقي مشاركته في العملية"لتطهير ديالى من الزمر الارهابية التي عبثت بأرواح ومصالح المواطنين". واضاف في بيان للجيش انه"تم تطهير أحد أحياء منطقة المصطفى في بعقوبة من فلول الإرهاب وتمكنت قواتنا من قتل 11 ارهابيا وقبضت على 12 منهم واستولت على كثير من الاسلحة والمعدات ومن ضمنها سيوف تستخدم لقطع الرؤوس". على صعيد آخر، أعلن مصدر رفيع المستوى في الجيش العراقي مقتل ستة جنود واصابة 16 آخرين في مكمن مسلح مساء الاثنين في محافظة ديالى. وقال اللواء انور محمد أمين حمه، قائد الفرقة الثانية ان"ستة من جنودنا قتلوا واصيب 16 اثر تعرض وحداتهم مساء الاثنين لهجوم في منطقة هبهب 70 كلم شمال بغداد". واوضح ان"حوالي ستين مسلحا هاجموا القوة التي كانت في طريقها الى بغداد للمشاركة في الخطة الامنية لدى مرورها في منطقة زراعية في هبهب"، مشيراً الى ان"الاشتباكات استمرت حوالي تسع ساعات". يشار الى ان ثلاثة ألوية كردية تابعة للجيش العراقي تشارك في خطة"فرض القانون"التي انطلقت منتصف شباط فبراير الماضي لترسيخ الامن والاستقرار في بغداد. وأكد مصدر عسكري في بغداد"مقتل ستة واصابة 16 من القوات الكردية التي تعرضت الى هجوم مسلح في هبهب". في الناصرية 385 كلم جنوببغداد، أعلن مسؤول الاتفاق على وقف النار بين ميليشيا"جيش المهدي"وقوات الامن العراقية اثر اشتباكات اسفرت عن مقتل 30 شخصا واصابة نحو تسعين آخرين. وقال العقيد كريم السعيدي، مدير الدفاع المدني أمس ان"عدد ضحايا الاشتباكات منذ الاثنين حتى صباح الثلثاء بلغت 30 شخصاً بينهم عدد من عناصر الشرطة في حين اصيب تسعون آخرون". وكانت حصيلة سابقة اكدت مقتل 25 شخصا واصابة ستين آخرين. وقال عضو مجلس المحافظة جبار كاظم:"تم التوصل الى اتفاق لوقف النار بين مكتب الصدر والقوى الأمنية"، مشيرا الى"بدء انسحاب المسلحين من الشوارع". وقالت مصادر عسكرية ان"اللواء الثالث في الجيش العراقي انتشر في شوارع المدينة الرئيسية بحثاً عن عناصر القناصة المتمركزين في المباني المرتفعة في آخر شارع الحبوبي وسط"الناصرية. واكدت ان"المواجهات ألحقت اضراراً مادية جسيمة بالمحلات التجارية". واضاف السعيدي ان"الاشتباكات ادت الى اندلاع حريق في اكثر من عشرة محلات تجارية لم تتمكن مفارز الاطفاء من اخمادها نظراً الى حدة المواجهات". وأوضحت مصادر أمنية ان"عناصر جيش المهدي استخدموا الاسلحة المتوسطة والخفيفة وبنادق القنص ولم تعرف خسائرهم لأنهم يخلون المصابين الى أماكن خارج المؤسسات الصحية".