الدكتور عبدالوهاب المسيري المفكر والباحث الموسوعي، عرفه القارئ منذ أن كان يكتب في جريدة"الرياض"متخصصاً بارزاً في الحركة الصهيونية، إن لم يكن الأبرز وربما الوحيد، وهو قامة من القامات العلمية البحثية، اخلص لقضية حيوية تهم الأمة العربية والإسلامية غاية الاهتمام، انصرف عنها الكثير من أبنائها. لم يهتم بألقاب أو مناصب، ثابر في الغوص والبحث في تاريخ الصهيونية حتى أصدر الموسوعة الصهيونية، وهي عمل ضخم بكل المقاييس، حتى نحت اسمه في التاريخ المعاصر وفي الأذهان. إذا تحدث المسيري تتمنى ألا يصمت، لذلك أُلاحق حواراته التلفزيونية، على ندرتها. إخلاص الدكتور المسيري لهذه القضية كان مصدر تفاؤل وباعثاً على الأمل، يشير إلى أن لهذه الأمة أبناء يعملون باقتدار وعلم على مواجهة حركة شيطانية استهدفتهم بدأب وتخطيط مدروس ممنهج. في مقابل فئة ركبت موجة التطبيع، فأصبحوا بين ليلة وضحاها من رؤوس حرابها. الدكتور عبدالوهاب المسيري مريض، فأدعو له بالشفاء العاجل، وكان الدكتور سعد البازعي أطيبنا، حيث كتب منوهاً بحاجته للعلاج ومصاريف ثقيلة على عالِم انصرف للعلم والتأليف. وللدكتور سعد شكر خاص من أحد محبي المسيري الكثر، وهو شكر موصول مطرز بإشارات الوفاء لجريدة"الرياض". وبعد أن اتضحت حاجة الدكتور المسيري الماسة للعلاج هب صاحب القلب الكبير الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ومد يد الخير العطرة، وأمر - حفظه الله - بعلاجه. في أسبوع واحد، يهتم صاحب القلب الكبير الأمير سلطان بقامة علمية مثل الدكتور المسيري من جهة، ومن الجهة الأخرى يحتضن شاباً يافعاً اثبت قدراته العلمية والعملية في اختراع يخفف على كفيفي البصر إعاقة النظر، والشاب الصغير سناً، هو أحمد النعيمي، إذ حصل اختراعه"الحذاء الذكي"على مركز متقدم في معرض أنتل الدولي للاختراع والهندسة. استقبل الأمير سلطان المخترع الشاب، واحتلت صورته الصفحات الأولى من الصحف، ثم أمر بتحمل كلفة تجهيز معمل له ليواصل إبداعه، وفي هذا تجسيد كبير لاحتضان القادة للعلماء الكبار منهم والصغار، فشكراً للأمير الذي طمأننا قلبه الكبير على الاهتمام بصحة عالم مثل الدكتور عبدالوهاب المسيري، وواصل العطاء كعادته بتقديم آمال عراض لمشاريع علماء المستقبل. [email protected]