"لا يجب ان ننسى ان الصراع الطبقي ينقلب في ظروف معينة الى صراع مسلح وحرب أهلية" لينين. هل يسير العراق نحو حرب أهلية أو حروب أهلية، كما يسميها تقرير مركز"شاثام هاوس"، وانه بلد مهدد بالانهيار والتفتت دويلات وكيانات تعود ملكيتها لامراء الحرب بعد ان فرضوا سيطرتهم العسكرية على أرض الواقع؟! بعد انهيار الفاشية في العراق برزت التناقضات الاقتصادية الحادة بين البورجوازية التي تكونت تحت رعاية الفاشية وقضت سنوات تطورها في خدمة النظام السابق واستغلال الجماهير ونهبها بمباركة القوانين والانظمة المجحفة التي كان يسنها البعثيون ما أدى الى تورم سرطاني في بنية الاقتصاد العراقي وانتشار عوائل بورجوازية قفزت الى السلم من دون ان يكون لها حراك اقتصادي من خلال ما يعرف بالوساطة التجارية والاعمال الطفيلية التي انتشرت كثيراً في زمن الفاشية. بعد سقوط النظام عادت البورجوازية العراقية لتعمل في ظل الاجواء الجديدة من الانفتاح الاقتصادي وتراكم رؤوس الاموال لكنها اصطدمت بوجود منافس تربى ونشأ في ظل الفاشية، وهكذا بدأت ملامح الحرب الأهلية من خلال عملية التحشيد المذهبي ليصبح اصطفاف التجار اصطفافاً طائفياً من اجل الاستمرار في عمليات النهب المنظمة وتحريك الجماهير المحبطة للتناحر والقتال الامر الذي اوصل الوطن الى هذه المرحلة من خطر التفتيت. فهل العراق يسير فعلاً باتجاه هذه الحرب وهل قادم الايام سيكشف لنا مدى وحشية الاحتكارات المالية التي ساهمت في تفتيت الوطن. لا يستطيع أحد ان ينكر الحال المأسوية التي وصلنا اليها، إذ هناك اجماع على السير نحو الحرب الاهلية بسقوط حكومة المالكي او من دون هذا الامر كما يروج اعداء العملية السياسية. اذاً الحرب الأهلية هي عبارة عن وجه آخر للصراع المالي الذي يشهده العراق في حالة التسابق نحو امتلاك الاحتكارات وهذا الامر يفسر لماذا بدأ العرب البحث عن بديل لحكومة المالكي كما يفسر اصرارهم الشديد على استبداله بشخص آخر مقرب من الاحتكارات والاستثمارات العربية. ان الوطن في خطر اذا كان تفكيرنا ينصب على خدمة تلك الاستثمارات والدفاع عنها والدعوة الى تواجد عربي واسلامي على حساب التواجد الغربي، لحماية المنشآت النفطية وتدفق النفط الى الاسواق الغربية، وهذا لا يمر من دون حرب اهلية تشتعل في العراق، حرب مؤجلة الآن بفعل التواجد الاميركي. سعد البغدادي - بريد الكتروني