واصل الرئيس محمود عباس أمس لقاءاته في غزة حيث بحث مع أركان حكومته في ملفات شائكة على رأسها الخطة الأمنية الاميركية التي ترفضها حركة "حماس"، اضافة الى الأزمة التي تلوح في أفق حكومة الوحدة بعد تهديد وزير الداخلية هاني القواسمي بالاستقالة. وكان من بين النتائج المباشرة لهذه اللقاءات، الوعد الذي قطعه عباس للقواسمي بمنحه صلاحياته التي ينص عليها القانون. في الوقت نفسه، دعا عباس اسرائيل الى التجاوب مع الخطة الامنية الاميركية، كما خاطب اعضاء في حركة"فتح"قائلاً ان"الخطة تتضمن خطوات مهمة لتحقيق الأمن ورفع المعاناة عن الفلسطينيين". راجع ص 4 و5 في هذه الاثناء، كانت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، تخضع لتصويت برلماني على الثقة بها اثر صدور"تقرير فينوغراد"الذي حمّل اولمرت مسؤولية فشل الحرب على لبنان. وكما كان متوقعا، تمكنت الحكومة من النجاة من ثلاث مذكرات لحجب الثقة قدمها كل من حزب"ليكود"، و"الاتحاد الوطني"، وحزب"ميريتس". ورغم ان الكنيست رفضت بغالبية كبيرة هذه المذكرات، الا انه يتبين من التصويت ان من بين 78 نائباً ينتمون الى الائتلاف الحكومي، فان 16 على الاقل إما أيدوا حجب الثقة او امتنعوا عن التصويت او تغيبوا، الامر الذي يكشف الاستياء داخل الغالبية من نتائج"تقرير فينوغراد". ووسط الازمة السياسية في إسرائيل، تستضيف القاهرة بعد غد محادثات ثلاثية تضم وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ونظيريها المصري احمد ابو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب للبحث في مبادرة السلام العربية. واستبعدت مصادر عربية مطلعة في القاهرة أن يخرج الاجتماع بنتائج من شأنها التأثير على موقف إسرائيل من المبادرة العربية، وذلك بسبب ضعف حكومة أولمرت بعد"تقرير فينوغراد"، مضيفة ان الولاياتالمتحدة دخلت على الخط الآن عبر الخطة الأمنية التي تأمل في ان تكتسب زخما في الأيام المقبلة. وكانت الخطة الاميركية موضع نقاش في اجتماع الحكومة الفلسطينية امس في غزة، التي اكدت في بيان انها"لم تتسلم الخطة". واعتبرت ان"حركة المواطنين والبضائع لا يمكن مقايضتها بالحقوق الوطنية"، داعية المجتمع الدولي الى"رفع الحصار فوراً، والدول العربية الى التزام دفع المخصصات المالية المقررة". وكان اللقاء الأول بين عباس وهنية ليل الاحد - الاثنين انتهى من دون بحث القضايا والملفات الجوهرية. لكن نقل عن عباس قوله للقواسمي اثناء اللقاء:"جئنا بك لتنجح في مهمتك وليس لتفشل"، وتعهد منحه كل صلاحياته التي ينص عليها القانون. وكان مقررا ان يجتمع عباس وهنية في وقت متقدم من ليل الاثنين - الثلثاء لبحث الخطة الامنية وعدد من القضايا السياسية والداخلية والحصار المالي وغيرها. ومن المرجح ان يبلغ هنية عباس برفضه الخطة الامنية، الامر نفسه الذي ستفعله"حماس"أثناء لقاء وفد منها مع وفد يمثل"فتح"ليل الاثنين - الثلثاء.