توفي صباح أمس في أحد مستشفيات الولاياتالمتحدة الأميركية، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، بعد صراع مع المرض دام أكثر من عام، وكان الفقيد تلقّى علاجه في أحد مستشفيات ولاية سياتل، وعاد بعدها إلى المملكة في 22 من كانون الثاني يناير الماضي، وما لبث أن انتكست حاله الصحية فعاد إلى سياتل، وتوفي فيها صباح أمس. ونعى الديوان الملكي السعودي الأمير الفقيد في بيان بثته"وكالة الأنباء السعودية"، جاء فيه:"انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم أمس السبت 18/4/1428ه في الولاياتالمتحدة الأميركية، أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، عن عمر يناهز خمسة وستين عاماً إثر مرض عانى منه طويلاً، وسيُصلى عليه إن شاء الله بعد صلاة عصر غد اليوم الأحد 19/4/ 1428ه، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض. تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته". وأجّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجولة التي كان مقرراً أن يبدأها اليوم إلى المناطق الشمالية من البلاد لافتتاح عدد من المشاريع التنموية، وذلك لحضور الصلاة على الأمير الراحل، ومن ثم مواراته الثرى في مقابر العود في الرياض. وتولى الفقيد، وهو الابن ال33 للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، عدداً من المناصب الإدارية المهمة في الدولة، إذ عُين في عام 1980 أميراً لمنطقة تبوك - كبرى مناطق شمال غربي المملكة، وبعد خمس سنوات من العمل على تطوير المنطقة، اختير الأمير الراحل في عام 1986 أميراً لمنطقة المدينةالمنورة، التي شهدت في عهده أكبر توسعة للحرم النبوي الشريف، وعمل على صيانة المناطق والمساجد التاريخية في المنطقة، كما عمل على تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي، وعمل على تطوير المدينةالمنورة سياحياً وثقافياً، إذ أسس مهرجان المدينة للتنشيط السياحي، ومعرضاً دائماً للصناعات الوطنية، وأسس فرعاً لجمعية الثقافة والفنون، وعدداً من الجمعيات الخيرية، واهتم كثيراً بالأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وأسس لهم عدداً من الجمعيات والمرافق الخدمية والمدارس. وفي أواخر عام 1999 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير الراحل أميراً لمنطقة مكةالمكرمة، وبقي أميراً لها إلى أن وافته المنية صباح أمس، كما كان يشغل - بحكم عمله أميراً لمنطقة مكة - رئاسة لجنة الحج المركزية، وأسس عدداً من المشاريع التنموية في المنطقة، ومشروعاً باسمه لتوطين الوظائف، وأطلق مشروعاً لرعاية المسنين، وآخر للأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة. عُرف عن الفقيد اهتمامه بالأطفال وذوي الاحتياجات منهم خصوصاً، وأسس عدداً من الجمعيات الخيرية ودور المساعدة، وعُرف عنه أيضاً اهتمامه بالفقراء والأيتام، وأسس لهم دور رعاية، كما ترأس لجنة لتطوير الرياضة السعودية، إضافة إلى اهتمامه بالمشاريع التنموية والعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، ولعله الأمير الوحيد الذي تشرف بأن يكون على رأس الهرم الإداري في المدينتين المقدستين المدينةالمنورةومكةالمكرمة، وهما أهم مدينتين... ليس بالنسبة إلى السعوديين فحسب، بل بالنسبة إلى المسلمين كافة. ولد الأمير عبدالمجيد عام 1943، وتعلّم القرآن والعلوم الدينية لدى عدد من رجال الدين، منهم الشيخ عبدالله خياط، ومن ثم التحق بمدارس الأنجال في الرياض، وبعد إنهاء دراسته التحق بكلية العلوم البحرية في بريطانيا. والدته الأميرة هيا بنت سعد السديري، وله شقيقان هما: نائب رئيس الحرس الوطني الأمير بدر بن عبدالعزيز، وأمير منطقة الجوف السابق الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، وشقيقته نورة بنت عبدالعزيز. متزوج من الأميرة سارة بنت عبدالمحسن العنقري، وله منها ابن وحيد هو الأمير فيصل بن عبدالمجيد. وستقام صلاة الميت على الفقيد بعد صلاة عصر هذا اليوم الأحد، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض.