هذا كتاب فريد أهداه لي مشكوراً الأستاذ محمد بن سليمان اليوسفي، وهو كتابه الثاني في سلسلة"رواد الصحراء"، الكتاب بعنوان"حبائل الصحراء... دليلك المصور إلى تجنب أخطار الصحراء وأخطاء الرحلات البرية". يقع الكتاب في قرابة 300 صفحة، اهتم بالصورة الملونة المنتقاة والمعلومة المختصرة المركزة، فكانت الصورة في متناول القارئ بجوار المعلومة، إضافة إلى ملاحق عن مواقع برية موضحة فيها الإحداثيات، وإضافات أخرى يطول ذكرها ولا تَملّ من قراءتها. كل ذلك بإخراج جميل وصور نقية، تحرك أشجان هواة الرحلات البرية، خصوصاً أن الربيع وأزهاره ذهبت بهما حرارة الصيف اللافح. الكتاب موسوعة ميسرة عن الصحراء من النباتات المفيدة والضارة إلى الحيوانات المسالمة والمفترسة، وكيفية التعامل معها، وكذا الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها المسافر و"الكاشت"، من أكل بعض النباتات إلى التعامل مع لدغات الثعابين والعقارب ووسائل الإسعاف. يبدأ المؤلف الكتاب بداية موفقة جاذبة، حيث ينتقي حالات لحوادث سببت تسمم أطفال، نتيجة لأكلهم بعض حبوب النباتات الصحراوية، بل إصابة آخرين منهم بعمى البصر بسبب لعبهم بثمار شجرة"العُشَر"وهي شجرة تكثر في أطراف الصحراء، لها ثمار كبيرة خضراء بداخلها سائل ابيض كأنه الحليب، أراها دائماً، وللمرة الأولى أعلم أن سائل ثمارها الأبيض الناصع إذا ما لامس العيون يصيب بالعمى. والكتاب قيم والجهد في جمع مادته وإخراجها بصورة ميسرة للقارئ ملفت. وهو إلى جانب التثقيف المعرفي يحرص على وسائل السلامة والحيطة، والمؤلف استطاع تجاوز عقبة يقع فيها كثيرون من المؤلفين، وهى إيصال المعلومة بأيسر السبل بعيداً عن الإسهاب والإطالة غير المفيدة التي درج عليها غالبية المؤلفين، فحتى لو كانت لها فائدة في تضخيم الكتاب وزيادة عدد الصفحات، فهو نهج يطرد معظم القراء، مع الأخذ في الاعتبار موضوع كل كتاب. وارتباطنا بالصحراء يزيد من أهمية"حبائل الصحراء"، جيلنا وما بعدنا لا يعرف عنها الكثير، بل أن معظم مرتادي الصحارى هذه الأيام لا يجيدون سوى قيادة سيارات الدفع الرباعي، ويعتقد بعضهم بأنها مع كمية من الماء هما كل ما يحتاجه للتوغل في البراري والقفار، فهي الميدان الفسيح"للتطعيس".. و"فلة الحجاج"، وقليلاً ما يفكرون بالأخطار في بحار الرمال. أتمنى السلامة للجميع. للمهتمين عنوان المؤلف ص. ب 246837 الرياض 11312. [email protected]