افاد مسؤولون مصريون وفلسطينيون ان مصر وجهت دعوة الى الفصائل الفلسطينية لعقد لقاءات منفردة مع جهاز الاستخبارات المصري برئاسة الوزير عمر سليمان. وعلمت"الحياة"ان وفدا من"فتح"يضم اعضاء من غزة والضفة، سيتوجه الى القاهرة اليوم لبدء هذه اللقاءات، لكن الرئيس محمود عباس لن يشارك في هذه الاجتماعات في هذه المرحلة. وقال مصدر مصري مطلع ل"الحياة"إن مصر دعت جميع الفصائل الفلسطينية للتشاور معها، كل على حدة، لاستبيان المواقف ونقل مخاوف مصر من الاقتتال الداخلي واشتعال الساحة الفلسطينية. وشدد على أن مصر تسعى الى بحث إمكان وضع سُبل وآليات تكفل عدم تكرار الاقتتال، محذراً من أن استمرار سياسة الخلافات والانقسامات وعدم وضع حدود لهذه الخلافات وتجاوز الخطوط الحمر يهدد بضياع المشروع الوطني الفلسطيني. ولفت المصدر الى أن الملف الامني سيبحث أولاً في هذه اللقاءات، واذا تم الاتفاق على تهدئة بين حركتي"فتح"و"حماس"، فسيتم الانتقال للبحث في الملف السياسي، معتبراً أن وقف نزيف الدم الفلسطيني ووحدة الصف وترتيب البيت الفلسطيني قضايا تسبق مسألة الشراكة السياسية، ومشدداً على أن منع تجدد الاقتتال الفلسطيني هو لبُّ أجندة هذه اللقاءات. وأوضح أن رئيس الاستخبارات المصرية سيلتقي قيادات التنظيمات وسيتابع تفاصيل هذه اللقاءات، مشيراً الى أن هناك استشعاراً مصرياً لمدى خطورة الوضع وضرورة تدارك الأمور. وعن مدى إمكان عقد حوار بين"فتح"و"حماس"، قال:"ان اللقاءات ستبدأ بفتح على مدى يومين، ثم حماس، ثم باقي الفصائل"، متوقعاً أن يستغرق هذا الأمر اسبوعين، موضحا:"في حال تبلور الأمور بشكل ايجابي، سنبادر الى الدعوة لحوار بين فتح وحماس ولكل الفصائل، لكن لا نريد استباق الأمور". ونقلت وكالة انباء"الشرق الاوسط"المصرية عن وزير الخارجية احمد ابو الغيط قوله ان"مصر عندما تدعو لعقد اجتماع يضم عناصر من فتح وحماس، فيجب ان تكون متأكدة أنهم سينفذون ما يتفقون عليه ويلتزمون به". واضافت ان أبو الغيط"أوضح أن هذا الجهد المصري مستمر سواء على الارض في غزة أو في القاهرة، لكن المناخ يجب أن يكون مناسبا لمثل هذا اللقاء كي يحقق الهدف منه". وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الاحمد، وهو مساعد مقرب من الرئيس الفلسطيني لوكالة"رويترز"انه وزعيم آخر من"فتح"هو روحي فتوح سيسافران الى القاهرة اليوم للاجتماع مع مسؤولين مصريين بهدف تثبيت وقف اطلاق النار والتأكد من انه لن تكون هناك عودة الى الاقتتال الداخلي، مضيفا ان ممثلي"فتح"سيبحثون ايضا سبل التفاوض على وقف شامل لاطلاق النار مع اسرائيل. من جانبه، اعلن الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم انه على علم بأمر التحرك المصري، مضيفا ان"حماس"تنتظر دعوة رسمية للتوجه الى القاهرة، وانها سترحب بالدعوة اذا جاءت.