أكد المغرب والسعودية تمسكهما بالمبادرة العربية للسلام التي أقرت قمة الرياض العربية الاخيرة إعادة تفعيلها، وأعلنا في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمغرب"ضرورة التمسك بالمبادرة بكل عناصرها المستندة الى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لإنهاء النزاع العربي - الاسرائيلي وإقامة السلام الشامل والعادل الذي يحقق الأمن لجميع دول المنطقة، ويمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". ودعيا المجتمع الدولي الى احترام الخيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار عنها واستئناف مساعدتها حتى تتمكن من القيام بدورها في تلبية حاجات الشعب الفلسطيني. وأشاد العاهل المغربي الملك محمد السادس بجهود الملك عبدالله"والدور المتميز الذي قام به لإعادة اللحمة والوئام الى الصف الفلسطيني، والتي توجت بإبرام اتفاق مكة الذي أفضى الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وشدد البيان على"أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية والاسلامية"، وأكد أن تحقيق الاستقرار في العراق"لن يتأتى إلا بمشاركة فاعلة لكل قواه السياسية من دون تمييز أو إقصاء". وجدد تأييد البلدين"لكل المساعي الاقليمية والدولية الهادفة الى تحقيق المصالحة الوطنية في العراق وإخراجه من دوامة العنف والتقتيل، حتى تنصب الجهود كافة على معاودة البناء والإعمار". وأعرب عن الأمل في أن"يتم تغليب روح المصالحة الوطنية والتوافق بين جميع فئات المجتمع اللبناني، لما فيه خير لبنان ومصلحته العليا وأمنه واستقراره ووحدته". وعبر عن دعم الحكومة السودانية في جهودها لإعادة الاستقرار الى اقليم دارفور، مطالبا المجتمع الدولي"بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام والحفاظ على سلامة ووحدة السودان". وأعرب عن القلق حيال"استمرار حال عدم الاستقرار في الصومال"، مطالبا"القيادة الصومالية والفصائل المتنازعة بإعلاء روح المصالحة وتركيز الجهود المخلصة لوقف الاقتتال". الى ذلك، أكد خادم الحرمين الشريفين دعم السعودية مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، وأكد موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمغرب، معرباً عن أمله في أن تسهم المبادرة المغربية في ايجاد حل نهائي لقضية الصحراء، انسجاماً والجهود الدولية التي ترعاها الأممالمتحدة. وجدد تأييد بلاده لقرار الملك محمد السادس إنشاء المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية. وشكل ملف الارهاب محوراً بارزاً في مشاورات خادم الحرمين الشريفين والملك محمد السادس اللذين جددا ادانتهما الارهاب بكل أشكاله وصوره"لما يمثله من تهديد للأمن والسلم الدوليين". وأكدا رفضهما ربط هذه الآفة الخطيرة بأي دين أو حضارة. ودعيا الى إعلاء قيم التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف. وشددا، بحسب ما جاء في البيان، على"تعزيز التعاون الثنائي لمناهضة خطر الإرهاب والجرائم الأخرى مثل غسيل الأموال وتهريب المخدرات والأسلحة وبذل الجهود لإبرام اتفاق شامل حول الحرب على الإرهاب في اطار الأممالمتحدة، وإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب كان أوصى به المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته الرياض في شباط فبراير 2005"، كما أكدا ضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كافة. وأكدا رفضهما القاطع لانتشار الأسلحة النووية، لكنهما"جددا حرصهما على إقرار حق كل الدول في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية لأغراض سلمية". وعلى الصعيد الثنائي، أصدر قائدا البلدين أوامرهما لتذليل كل الصعوبات والقضاء على العراقيل التي تحول دون الانسياب الطبيعي للاستثمارات والخدمات وضمان توسيع وتنويع الشراكة القائمة بين البلدين. وأبرم الجانبان، بهذا الصدد، اتفاقات تطال قطاعات الخارجية والشؤون الإسلامية والسياحة والمياه، تضمنت مذكرة تفاهم لإحداث آلية للتفاهم السياسي بين خارجيتي البلدين بانتظام، ويقضي الاتفاق الذي أبرمه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره المغربي محمد بن عيسى بأن تشمل المشاورات المنتظمة كل القضايا السياسية والنزاعات الاقليمية والدولية، وتعزيز الدور الايجابي للأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية. في حين تروم مذكرة التفاهم في مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية إقامة تعاون في التعريف بالإسلام وتصحيح صورته والتزامه نبذ الغلو والتطرف، إضافة الى تبادل الخبرات في مجال الدعوة الإسلامية والارشاد وتنظيم المساجد وتأهيل الخطباء والأئمة. وشملت الاتفاقات الأخرى التعاون في قطاع السياحة ومنح المغرب قرضاً من صندوق"السعودي للتنمية"لتمويل سد تاسكورت في وسط البلاد. والتوقيع على توأمة مدينتي ينبع النخل السعودية ومولاي علي الشريف. وكان العاهل المغربي وخادم الحرمين الشريفين تبادلا تقديم الاوسمة في القصر الملكي في فاس. اذ وشح خادم الحرمين ملك المغرب بوسام الملك عبدالعزيز الذي يعتبر من أرفع قلادات التوشيح. في حين وشح العاهل المغربي الملك عبدالله بقلادة الوسام المحمدي. وتميزت الزيارة الرسمية للعاهل السعودي بمنحه خطة التنمية البشرية التي كان أقرها الملك محمد السادس قبل عامين هبة بمبلغ 50 مليون دولار تخصص لتمويل مشروعات انمائية في اطار تلك الخطة.