تحية الى أدونيس I النهر... ضفتا وجد بغيرهما، لا يكون. لا جزر ولا مدّ لا لقمر من أثر. مفرد... في حضن المثنى: عاشقان... هائمان تقابلا... يتقابلان لا يلتقيان الى الأبد. لا موج... لا زَبَد... قُبل منثورة في الهواء. والماء فاصله... II تائه ذلك النهر في تهي له من الحصى بعض بنيه ليست له يدان له وجه يندى له جسد والأرض... بعض سند. III طقوسية محكومة - قبلاً وبعداً - باللاعناق. مرئي ذلك الوجه في اللامرئي، ذلك الماء/ مهاجر منفي والقبر بحر - بعد حين - قيامه قصيدة... في كتاب السماء لماذا يكون النهر - أبداً - تلك القصيدة - النقاء؟ لماذا، مكتوب عليه، فاعلية الحراك؟ ولماذا كل هذا الرحيل بين شرق هو منه وغرب ليس منه وإن عزّ الكشف - الضياء؟ IV في اللامنفى/ ذلك الماء منفي في الشقوة/ ذلك الماء شقي. V لماذا لغة الماء، بدءاً وتالياً، تتفجر؟ لماذا شاعر الماء في تيه يتجبّر؟ ولماذا تتسع الهوّة الى لا قرار في المدى بين أرض وسماء بين مهد ولحد بين لعب وبكاء؟ - الماء رجعُ صدى... والنهر كتاب... VI ذلك الماء/ لا ينتهي حتى في اللانهاية معناه، دائماً، في تحول المعاني لا ينتهي الماء إلا في المحار... VII ذلك الماء/ مهاجر يُضيء خطوه في غيهب الكلام يرجُّ أرضاً وسماء يغربل رمل الصحارى يخترق نجمة ومحاره يُعلن الانفجار في كل القبائل يهدم السور والجدار يرفع راياته لا يأبه النهر لكتاب السواقي... للفراشات - المآقي يوشوش: من أين لك تلاوين هذي الجوانح؟ أنّى لك أن تمشي على صفحة الماء؟ أأنت وجه المسيح الآتي لتكون لك هذي المعجزات؟ أأنت حقيقة أم وهم؟ ... بيني وبينك ليس غيرُ هذا اللهب. VIII ذلك الماء/ قصيده حروفها رذاذ/ غبار من رحم الرمل من سُعُف النخل في صحراء هذا المدار في صوت اسماعيل في بُحة هاجر إسماعيل - والله - أول شاعر. هاجر... كانت هاجر... ما زالت مطلع تلك القصيده. IX لماذا نكتب... لا نكتب؟ لماذا دائماً، تتوالد المعاني الى ما لا نهايه؟ ولماذا كل الشعراء، بدءاً وتالياً، مدعوون الى موائده الشعرية؟ X أدونيس: حكاية الماء حكاية عشتار حكاية الهواء والنار حكاية صيد المعاني إن صرعه الوحش البري ... في كل ربيع ولاده، بعد كل تيه شعر شقائق النعمان. XI لماذا نكتب... لا نكتب؟ ... صوت من الغيب: أدونيس: هذي القصيدة المائية تولد من رحم العباده. 17/2/2007