اما انها جريمة بشعة، فهو وصف أقل من هول ما اقترفته يد المجرم. الجرائم جميعها تحمل صفة البشاعة، إلا أن هناك جرائم نوعية، تتجاوز هذه الصفة. لتصبح البشاعة أمامها حبة خردل. مريض ب"الإيدز"وفد إلى جازان بعد أن قدم له أحد السحرة وصفة للعلاج. الوصفة هي أكل كبد طفل وطحاله! والخبر الذي نشرته صحيفة"الرياض"قصير ومرعب. اقرأ معي:"أرجأت السلطات الأمنية في منطقة جازان تنفيذ حد القصاص في أحد الجناة لإصابته بمرض الإيدز قبل دخوله السجن. مصدر امني في جازان اكد ل"الرياض"، ان تأخير حد القصاص بالجاني يأتي نظراً لإصابته بمرض الإيدز". "وكان الجاني م. ع من الجنسية اليمنية، ارتكب جريمة قتل بشعة بعد دخوله الى الأراضي السعودية بطريقة غير مشروعة، وهو حامل لمرض الإيدز. واستقر في محافظة الطوال السعودية الحدودية. وكان قبل دخوله للأراضي السعودية قصد - بحسب اعترافاته - بعض المشعوذين والسحرة في بلده باليمن بقصد العلاج من الإيدز، وأفادوه بأن علاجه يكمن في أكل طحال وكبد طفل صغير. وعششت هذه الفكرة في رأسه. وقام في محافظة الطوال السعودية باختطاف طفل صغير بريء يبلغ من العمر 8 سنوات وهو ذاهب صباحاً إلى مدرسته، وقام باستدراجه الى إحدى المزارع القريبة وارتكب جريمته البشعة بذبح الطفل وحقيبته المدرسية فوق ظهره، ثم قام المجرم بشق بطن الطفل، وإخراج الكبد والطحال، وأثناء أكلهما لم يستطع إكمال مضغهما في فمه، ثم لاذ بالفرار. وبفضل من الله تمكنت السلطات الأمنية من القبض على الجاني قبل فراره الى اليمن. وبعد الوقوف على مسرح الجريمة، اعترف الجاني بجريمته، وصدر حكم شرعي بتنفيذ حد القصاص فيه"... انتهى. ما ذكره المصدر الأمني كان سبباً لتأخير تنفيذ الحكم بالمجرم، لكنه غير مقنع على الإطلاق، والجريمة البشعة تشير إلى جهل مطبق، وإيمان عميق بوصفات المشعوذين والسحرة. ويذكر أنه عندما انتشر"الإيدز"في بعض دول أفريقيا، وصف السحرة للمصابين وصفات مشابهة أقلها اغتصاب طفلة! وأجد أن ذلك الساحر شريك أساسي في الجريمة، ولا يستبعد أن يقنع مريضاً أو جاهلاً آخر بأكل كبد طفل أو عينيه، سواء من أطفال اليمن أو السعودية، ولابد من أن تتم المطالبة بتسليمه ليواجه العدالة. ثم أن هناك ملاحظة جوهرية على البيانات الرسمية التي تخبر الرأي العام عن تنفيذ الأحكام بالمجرمين أنها لا تتضمن تاريخ وقوع الجريمة ولا تاريخ القبض على الجاني وهو أمر بالغ الأهمية، ليكون الخبر كاملاً غير منقوص. [email protected]