سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنبلاط زار عائلتي الغندور وقبلان ... وآل شمص ناشدوا الخاطفين الحفاظ على سلامتهما . لبنان : مساعي إطلاق الشابين المخطوفين لم تفلح وتزايد الإشاعات وسط إجماع سياسي على الإدانة
سارعت قوى سياسية في لبنان الى ادانة عملية الخطف التي استهدفت اللبنانيين الشاب زياد حسين قبلان مواليد العام 1982 والفتى زياد منير الغندور مواليد العام 1995، لتلافي أي تداعيات للعملية على مستوى الأمن الوطني خصوصاً أن العملية جرت، كما تردد، على خلفية الاحداث الدموية لجامعة بيروت العربية في كانون الثاني / يناير الماضي، وفي ظل فشل كل الاتصالات حتى مساء امس، في معرفة مكان المخطوفين او الافراج عنهما بعدما مضى على خطفهما ثلاثة ايام. وكان نبأ خطف قبلان والغندور شاع في البلد امس، ما اثار هاجس احتمال خطف مقابل او استنفارات غير متوقعة وسجلت حالات ارتباك في بعض المدارس والجامعات بعدما ترددت اشاعة عن ان المخطوفين قتلا. وتوقفت الدراسة بعد الظهر في جامعة بيروت العربية. وإذا كان تردد ان احد الخاطفين هو من آل شمص وقريب الشاب الذي قتل في مواجهات الجامعة العربية عدنان شمص وتوعد اهله في حينه في الاقتصاص من القتلة، علماً ان هناك موقوفاً من التابعية السورية في الجريمة ومثل جريمته في حينه، فان الشكوى التي تقدم بها اهل شمص الى القضاء بتاريخ 5 آذار مارس الماضي، من خلال المحامي بلال الحسيني وكيل اشقاء المغدور تضمنت اسماء 15 شخصاً اتهمتهم الشكوى بالمشاركة في مقتله، الا ان اللائحة لم تتضمن اسم زياد قبلان أو زياد الغندور. جنبلاط زار عائلتي المخطوفين وفي خطوة لتدارك الاحتقان، سارع رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه وزير الاعلام غازي العريضي، الى زيارة عائلتي المخطوفين في وطى المصيطبة، خصوصاً ان العائلتين من انصار الحزب التقدمي، وشدد خلال الزيارتين على"ان الدولة هي التي تحمينا وقمنا بكل ما نستطيع من اجل الوصول الى نتيجة"، مشيراً الى"اتصالات أجريت مع الجيش وقوى الأمن الداخلي والدور لهما لا اكثر ولا أقل". ورفض جنبلاط الدخول في اي سجال، وقال:"الدولة فقط هي المسؤولة ونحن نؤمن بها". وخاطب الاهل طالباً اليهم"جميعاً الهدوء، ونتمنى خيراً". وأوضحت مصادر قيادية في الحزب التقدمي ان الاتصالات في شأن الشابين قطعت شوطاً، ولكن حتى فترة بعد ظهر امس، لم تظهر اي نتائج لجهة معرفة مصير المخطوفين. واكدت المصادر تمسك الحزب بالدولة التي"سندعها تعمل ما باستطاعتها عبر اعطائها الوقت الكافي وبالتالي اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة". وأكدت المصادر عينها بذل جهود لكي لا تنعكس الاجواء المتشنجة التي سببتها الحادثة على الاتصالات الجارية والتي يتولاها النائب جنبلاط، وفي ضوء الاشاعات الكثيرة التي تُبث في البلد حول وضع المخطوفين ومصيرهما ومكان وجودهما، مشددة على ضرورة"تفويت الفرصة على الذين يريدون اشعال فتنة من وراء ما جرى". ولفتت مصادر الحزب التقدمي المواطنين الى ضرورة عدم الأخذ بالاشاعات اياً كان مصدرها والتزام الهدوء منعاً للتوتر وردود الفعل. المفتي قباني وتوالت امس، ردود فعل عدة مستنكرة للحادثة ولا سيما لجهة توقيتها، من جانبي الموالاة والمعارضة. واستنكر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريح، خطف الشابين قبلان والغندور وقال:"صحيح ان خطف الشابين لا يتخذ فيه الموقف النهائي إلا بعد كشف ملابسات هذا الخطف وأسبابه، إلا أننا نستنكر وندين خطف هذين الشابين لمجرد أن هذا الفعل في الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان يزيد من قلقنا على مجريات الأحداث التي ينبغي أن يعمل العقلاء من اللبنانيين للحيلولة دون تفاقمها". ودعا"الجهات الرسمية المختصة الى تعجيل آلية كشف هذا الحادث وملابساته والحرص على سلامة الشابين المخطوفين". الحريري واستنكر رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري عملية الخطف ووصفها بپ"علامة سوداء جديدة في سجل الباحثين عن أي طريقة لتهديد أمن المواطنين وسلامة المجتمع اللبناني. ويهمنا في هذا الاطار أن ننبه إلى مخاطر هذه الأعمال، وأن نحض كل القيادات على وجوب تطويقها والمساعدة في إطلاق الشابين المخطوفين وعدم إعطاء أي فرصة للمصطادين في الماء العكر، للتلاعب على بعض الغرائز وشحن النفوس بكل دعوات الثأر من هنا ومن هناك". وأعرب الحريري عن تضامنه"مع أهالي الشابين، ونحذر في الوقت نفسه من محاولات إثارة الفوضى وإطلاق الاشاعات التي ينشرها المتضررون من وعي اللبنانيين لمخاطر الانجرار وراء الفتن السياسية والطائفية، وندعو السلطات الأمنية والقضائية المختصة في الدولة، إلى القيام بدورها الكامل في حماية أمن الناس وسلامتهم، وعدم التردد إزاء أي خرق يستهدف السلم الأهلي". "أمل": عمل مشبوه وسارعت حركة"أمل"التي يتابع رئيسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاته لمعرفة مصير المخطوفين، الى الادانة"وبشدة ما اذيع عن عملية خطف الفتى الغندور وقبلان"، وطالبت"الاجهزة الامنية والقضائية بتكثيف جهودها وتحرياتها لكشف الفاعلين وتوقيفهم أياً كانوا ولأي جهة انتموا". واعتبرت الحركة"ان اللجوء الى عملية الخطف في هذا التوقيت هو عمل مشبوه ومدان ويندرج في اطار محاولات ايجاد اجواء فتنة طالما عملت الحركة على افشالها ووأدها في مهدها"، محذرة في الوقت عينه من ان يكون وراء الحادثة"أياد سود تريد اللعب على الوتر المذهبي". وأكدت"ضرورة كشف الفاعلين وإحالتهم للقضاء وإنزال العقوبات الصارمة بحقهم". ودان النائب السابق ايلي الفرزلي بعد لقائه بري الحادث، قائلاً:"ان هم الرئيس بري كيفية حل هذا الإشكال الأمني، لأن اذا ما فلت زمام الامور فان ضبط ايقاع الساحة لا يعود بيد اي طرف من الاطراف اللبنانية". آل شمص يدينون ويتبرأون واجتمع وجهاء آل شمص امس وأصدروا بياناً جاء فيه:"بعد ان ورد في وسائل الاعلام ان الخاطف او الخاطفين هم من آل شمص، يهم عائلة شمص ان تؤكد استنكارها الشديد لعملية الخطف كائناً من كان الفاعل". وأكدت العائلة"للرأي العام ولكل القوى السياسية المعنية انها لا تقر اعمال الخطف هذه ولا تتبناها سواء كان الفاعل او الفاعلون من افرادها أم لا، ولا تتبنى هذا العمل بل وتتبرأ منه وتدينه بشدة، وتنبه أي طرف من استغلال اسم العائلة في هذه الحادثة المستنكرة التي لا تهدف سوى الى رزع الفتنة والشقاق، خصوصاً ان تاريخ عائلة آل شمص في العمل الوطني والاسلامي يشهد على حرصها على الحفاظ على وحدة الوطن ووحدة ابنائه ووحدة المسلمين فيه في شكل خاص". ونبهت"من استغلال هذه العملية النكراء لتزامنها مع تصاعد التشنجات السياسية والازمة التي تمر بها البلاد ما يجعل منها حادثة مشبوهة ترمي الى اثارة النفوس والتسبب بتهديد الاستقرار". وناشدت العائلة"الخاطفين، الى أي جهة انتموا الافراج عن الشابين قبلان والغندور فوراً، كما نناشد الخاطفين الحفاظ على سلامتهما وعدم المس بهما، وتدعو أي فريق يستطيع ان يؤثر على الخاطفين الى ممارسة دوره ومسؤوليته في العمل على تحقيق الافراج عنهما من دون تأخير". ودعت العائلة"الجميع الى التعالي والعمل معاً لكشف وفضح كل من يحاول النيل من منعة شعبنا ووحدته وندعو السلطة للسهر وبذل الجهود لتبيان الحقيقة، حرصاً على سلامة المختطفين ودرءاً للفتنة التي يهدف اليها من يقف وراء هذا العمل". ووقع البيان عباس شمص ومالك شمص والنائب السابق يحيى شمص. قوى 14 اذار ونددت هيئة المتابعة في قوى 14 آذار بالعملية"بما تمثله من عمل خطير ينذر بتداعيات اخطر على الاستقرار الداخلي"، ودعت جميع القوى السياسية الى تحمّل مسؤولياتها لإطلاق سراح المخطوفين لا سيما القوى التي تملك قدرة تأثير على هذه القضية"، واعتبرت"ان هذه المحاولة الخطيرة هي نتيجة لبعض اجواء ومناخات التحريض التي تثيرها بعض هذه القوى". واكدت"نبذ الفتنة والتمسك بالسلم الاهلي". وتوقفت هيئة المتابعة في بيان صادر عنها عند ذكرى"خروج القوات السورية رسمياً من لبنان بتاريخ 26 نيسان أبريل 2005"، ووصفتها بانها"انتصار كبير للشعب اللبناني تحقق به الاستقلال الثاني واستعاد لبنان دوره العربي والدولي من دون تبعية او وصاية، الا ان عملية تثبيت الاستقلال لم تكتمل بعد وذلك لرفض النظام السوري الاقرار بهذا المعطى الجديد ومواصلة رفضه له عبر بعض حلفائه الذين لا يزالوا يعيشون وهم عودة الوصاية ويعملون بجهد مشهود لهذه العودة وقوى اخرى تعيش وهم الاستفادة من هذا التدخل لتحقيق مآرب سياسية آنية وضيقة". واكدت قوى 14 آذار"انها لن تسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء بل ستكون كما دائماً صامدة في معركة الوجود والكيان". وشددت قوى 14 آذار على"نبذ الفتنة والتمسك بالسلم الاهلي وتأكيد مرجعية الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية والقضائية في معالجة هذه الجرائم وتحضها على تكثيف جهودها لإطلاق سراح المخطوفين ومعاقبة المرتكبين". الحزب الشيوعي وحذّر الحزب الشيوعي اللبناني في بيان من"سيادة بعض مظاهر الفلتان الأمني والتي كان آخرها خطف الشابين زياد قبلان وزياد الغندور"، معتبراً ان"هذه الممارسات تساهم في تعميق اجواء الاحتقان السياسي والمذهبي التي تسهم في تعزيز اجواء الحرب الأهلية". ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية الى"العمل بسرعة في اتجاه تأمين عودة الشابين الى أهلهما ومحاسبة المسؤولين عن هذه العملية".