سجّل اليورو سعراً قياسياً أمام الين لليوم الرابع على التوالي، وارتفع إلى أعلى مستوى له في عامين ونصف العام أمام الدولار أمس، بفعل توقعات بأن أسعار الفائدة في منطقة اليورو سترتفع قريباً، بهدف كبح التضخم. والتهبت أسعار العملات العالمية أمام الدولار، وسط ترقّب المستثمرين أمس اجتماع وزراء مال ومحافظي المصارف المركزية ل"مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى"، التي تبدأ اليوم في واشنطن وتستمر يومين. وقفز اليورو إلى 1.3526 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ كانون الثاني يناير عام 2005 ومقترباً من أعلى مستوى سجّله على الإطلاق أمام الدولار، حين بلغ 1.3670 دولار في نهاية عام 2004. وأمام الين، سجّل اليورو سعراً قياسياً بلغ 160.88 ين، لليوم الرابع على التوالي، في حين تراجع الدولار 0.6 في المئة، إلى 118.39 ين، بعد ان سجل في بداية الأسبوع أعلى مستوياته أمامه منذ شهر ونصف الشهر. وتراجع الدولار أمام سلّة من العملات الأخرى بشكل عام، إذ ارتفع الدولار الأسترالي إلى مستوى جديد لم يسجّله منذ 17 سنة، فبلغ 0.8323-0.8327 للدولار، كما ارتفع إلى أعلى مستوى له في 10 سنوات أمام الين، مسجلاً 98.98 ين للدولار الأسترالي، بعد ان توقّعت الأسواق ان"المصرف المركزي الأسترالي"سيرفع سعر الفائدة في أيار مايو المقبل، بهدف كبح أخطار التضخم. وفي مومباي، سجّلت الروبية الهندية أعلى سعر أمام الدولار في 8 سنوات، مرتفعة إلى 42.62 روبية للدولار، بفضل التدفق الرأسمالي القوي إلى الأسواق المحلية. وأبقى"المركزي الأوروبي"أسعار الفائدة على اليورو من دون تغيير عند 3.75 في المئة أول من أمس، لكن رئيسه جان- كلود تريشيه أعلن انه سيراقب الأسعار"عن كثب"، في عبارة شكّلت في السابق إيذاناً بزيادات في أسعار الفائدة. وقال خبير العملات لدى"إس إي بي"في ستوكهولم أنه"مع ارتفاع اليورو أمام الين إلى مستويات قياسية، قد تميل السوق إلى جني بعض الأرباح". وفي سوق الأسهم، ارتفعت أسعار الأسهم الأوروبية، مدعومة بأسهم شركات النفط والأدوية، لكن المخاوف المتعلقة بأسعار الفائدة ظلّت تخيّم على السوق، في حين ترقّب المستثمرون بيانات أسعار المنتجين الأميركيين، بحثاً عن دلائل حول ضغوط تضخمية. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"الرئيسي لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 0.33 في المئة، إلى 1547.44 نقطة. وارفعت أسعار أسهم شركات النفط الأوروبية أمس، جراء ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية. وارتفع سهم"بي بي"البريطانية أكثر من اثنين في المئة، في حين ارتفع سهم"رويال داتش شل"البريطانية -الهولندية بنسبة 1.5 بالمئة وسهم"توتال"الفرنسية 0.8 في المئة. ودفعت توقعات قوية أعلنتها شركة"ميرك آند كومباني"الأميركية الدوائية أسعار أسهم شركات الدواء الأوروبية، فارتفع سعر سهم"أسترا-زنيكا"و"نوفارتيس"و"غلاكسو سميث كلاين"و"سانوفي -أفنتيس"بما بين 1.6 في المئة و2.7 في المئة. وفي طوكيو، انخفضت الأسهم اليابانية في نهاية جلسة التعاملات أمس، فتراجع مؤشر"نيكاي"الرئيسي بنسبة 1.01 في المئة، مع تراجع أسهم شركات متاجر التجزئة، كما تأثرت سلباً أسهم شركات التصدير، مثل"تويوتا موتور"للسيارات، بفعل مخاوف في شأن اقتصاد الولاياتالمتحدة، التي تمثل سوقاً رئيسية لها. وانخفض مؤشر"نيكاي"القياسي 176.47 نقطة، أي بنسبة 1.01 في المئة، إلى 17363.95 نقطة، في ما تراجع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً حوالى 1.20 في المئة، إلى 1705.50 نقطة. وفي واشنطن، أظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، صدر في وقت متأخر أمس، أن زيادة تكاليف الطاقة دفع أسعار المنتجين إلى الارتفاع بنسبة 1.0 في المئة، متجاوزة التوقعات في آذار مارس الماضي، لكن الأسعار الأساسية التي لا تشمل قطاعي الطاقة والغذاء استقرت من دون تغيير. وارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 3.2 في المئة في 12 شهراً، عن ما كانت عليه في آذار مارس العام الماضي، في ما يمثل أكبر زيادة منذ تسجيلها معدّل 3.8 في المئة في آب أغسطس العام الماضي. إلا أن الأسعار الأساسية سجّلت زيادة سنوية بنسبة 1.7 في المئة، منخفضة من 1.8 في المئة في شباط فبراير الماضي. وارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 3.6 في المئة في آذار الماضي، بعد زيادة نسبتها 3.5 في المئة في شباط، في ما مّثل أكبر زيادة منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أمس ان العجز في الميزان التجاري الأميركي سجل انخفاضاً طفيفاً ليصل إلى 58.4 بليون دولار في شباط فبراير الماضي، بفضل ارتفاع الصادرات إلى الصين وانخفاض أسعار النفط الخام، في حين كان المحللون توقعوا ان يبلغ العجز 60.5 بليون دولار.