تعتزم توأمتان اردنيتان تحقيق حلم ظل يراودهما منذ الصغر، اذ تنويان تسلق اعلى قمم العالم ابتداء من كيليمنجاروا في تموز يوليو المقبل وانتهاء بايفرست في اذارمارس 2009 على امل دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية. وهاتان التوأمتان لما وديما 26 عاماً اللتان تعملان في مجال تكنولوجيا المعلومات وشاركتا من قبل في عدد من سباقات الماراثون الطويلة محلياً ودولياً، تقران بأن"المهمة قد تؤدي الى الهلاك". وتقول لما:"نعلم جيداً اننا لن نذهب في نزهة، وقد نفقد حياتنا من اجل هدف وضعناه نصب أعيننا"، مؤكدة"نريد تغيير الفكرة المشوهة التي ينظر بها الشرق قبل الغرب نحو قدرات ومهارات المرأة العربية". وتضيف شقيقتها التوأم ديما:"عندما كنا نشارك في سباقات الماراثون في صحراء وادي رم في الاردن، كان كثيرون يستهزئون بنا، ويقولون لنا ما الذي تفعلانه وسط الصحراء؟ لم لا تعودان الى عائلتكما؟ الا تخافان فأنتما لستما الا فتاتين صغيرتين؟". واوضحت ان"هذا الكلام كان يثير فينا الحزن والالم. لماذا السخرية من أفكارنا ورياضتنا التي نحب؟ ولماذا لا نعطى الفرصة المناسبة لنعبر عن طاقاتنا وقدراتنا التي لا تقل عن الرجل؟". وتطمح لما وديما إلى تسلق اعلى قمم الجبال في العالم كيليمنجارو 5895 متر فوق مستوى سطح البحر وكونكاغوا في الارجنتين 6962 م ودنلي اعلى قمة في الاسكا 6195 م ثم شواو يو ضمن سلسلة جبال الهملايا 8200 م واخيراً قمة الافرست 8850 م. وهما لا تخفيان انهما تطمحان إلى تسجيل اسميهما في موسوعة"غينيس"للارقام القياسية كأول توأمتين واول عربيتين تتسلقان القمم سوية. وتضيف ديما ان عائلتهما تؤيد مغامرتهما، مع انها حاولت اولاً اقناعهما بعدم القيام بذلك خوفاً عليهما. وتقول:"بالطبع هم يخافون علينا، لكنهم يدركون جيداً اصرارنا وبأن لا شيء يمكن ان يمنعنا من القيام بهذا العمل". وتؤكد ديما ولما صاحبتا الشعر الاشقر اللتان لا يمكن التمييز بينهما في الشكل، انهما أول توأمتين وربما اول متسلقتي جبال من الاناث في الاردن تقومان جنباً الى جنب بتسلق هذه القمم. ومن اجل تحقيق هذا الهدف، تبذل الاختان جهوداً لا تعرف الملل في التدريب القاسي. إذ شاركتا في معسكر تدريبي خاص في الاسكا في شباط فبراير الماضي، للتأقلم مع البرد القارس والعيش وسط الثلج والتدرب على استخدام ادوات التسلق والالبسة الخاصة بذلك، اضافة إلى نظام غذائي قاس. وتدرك لما وديما بصفتهما من هواة تسلق الجبال، ان تسلق هذه القمم تحيط به ظروف طبيعية خطرة للغاية. فالحرارة تصل الى 20 او 30 درجة مئوية تحت الصفر، ونسبة الاوكسجين قليلة. وقد تتعرضان للاعياء في حال انخفاض حرارة الجسم، الاصابة الخطيرة من البرد، الاستسقاء الرئوي والدماغي وسائر الامراض الشائعة التي يمثلها دوار الجبل وتؤدي الى هلاك متسلقي الجبال في كثير من الاحيان. اما في الدرب الى ايفرست فتصادف المتسلقين الانهيارات الثلجية وتشقق الجليد والعواصف والرياح العاتية. ومع ذلك فان الاختين تتطلعان بشغف الى تسلق هذه الجبال. وتقول ديما:"الموت مخيف، غير ان نداء الجبل غير قابل للتحدي". وبانتظار تحقيق تلك الرحلات تقوم لما وديما بالاتصال بكبرى الشركات، للحصول على دعم يغطي نفقات التدريب والرحلة التي تبلغ 500 الف دولار. وستقوم التوأمتان بدخول معسكرين تدريبيين في الولاياتالمتحدة في ايار مايو المقبل، استعداداً لاول عملية تسلق لاعلى قمة في افريقيا"جبال كيليمنجارو"في تموز يوليو المقبل. وتقع كيليمنجارو بين كينيا وتنزانيا 5895 متراً فوق سطح البحر.