في وقت لم يفرغ العاملون في "شارع المتنبي" في بغداد من إزالة الركام الهائل من رماد الكتب المحترقة جراء التفجير الانتحاري الذي تعرض له مطلع الشهر الجاري، أعلنت وزارة الثقافة العراقية أنها ستقيم، بالتعاون مع اتحاد أدباء العراق، "مهرجان المتنبي" في مدينة واسط جنوبالعراق عاقدة دورة هذا العام، وهي السادسة، تحت شعار مستمد مما حدث:"من حرائق شارع المتنبي ينهض أبو الطيب متألقاً في واسط". اللجنة المشرفة على تنظيم المهرجان، التي ضمت أدباء من المحافظة وممثلين عن وزارة الثقافة، أفادت بأنها أعدت لدورة هذا العام برنامجاً يليق بما لاسم المتنبي من مكانة تاريخية في عالم الشعر والأدب، ويتضمن، في الوقت ذاته،"رداً من أدباء العراق وشعرائه على العمل الإجرامي والخطير الذي تعرض له شارع المتنبي في بغداد، طاول الثقافة في العراق في واحد من أجلى مظاهرها الحضارية وأبرزها". وتتوقع اللجنة حضور ما يقارب ثمانين أديباً وشاعراً وباحثاً عراقياً للمشاركة في أعمال المهرجان التي تستمر على مدى ثلاثة أيام بين 25 و27 آذار مارس الجاري، وسيتم افتتاحه على نحو غير تقليدي عبر تقديم مسرحية غنائية بعنوان"صقر القريض"تتناول حياة المتنبي وشعره، ومسيرته الأخيرة وصولاً الى"دير العاقول"، المكان الذي يقع قرب واسط، حيث قتل ودفن. وتليها مسرحية أخرى تتناول الموضوع ذاته من زاوية مختلفة، بعنوان"طريد الأزمنة". وتتضمن ايام المهرجان، إضافة الى البحوث والدراسات التي تتناول شعر المتنبي وتأثيراته في الشعر العربي، قديماً وحديثاً، جلسات شعرية، ويساهم في القراءات شعراء عراقيون من مختلف الأجيال. وستكون هناك، في خلال أيام المهرجان، نشاطات ثقافية مصاحبة، من بينها معرض للفن التشكيلي لفناني المحافظة، وعروض سينمائية. وستنظم زيارة لضريح الشاعر يقوم بها المشاركون في المهرجان. في هذا الوقت يجرى الاستعداد لإقامة الدورة الجديدة من"مهرجان المربد الشعري"في مطلع شهر نيسان إبريل المقبل في مدينة البصرة، بعدما أُوكل تنظيمه الى اتحاد أدباء العراق، وبدعم من وزارة الثقافة.