سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلافات داخلية أميركية قد تعيق حل الأزمة النووية الكورية الشمالية . أميركا تستعجل المرحلة الثانية من المفاوضات بعد رفع الحظر عن أرصدة بيونغيانغ في ماكاو
مع حسم واشنطن وبيونغيانغ خلافهما حول أكثر من 25 مليون دولار مجمدة في مصرف "بنكو دلتا إجيا" في إقليم ماكاو الصيني، وإنهائهما بذلك نزاعاً مالياً هدد بتقويض المحادثات السداسية، انطلقت المحادثات السداسية حول تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي مع التركيز على تطبيق اتفاق 13 شباط فبراير الماضي. وقال رئيس الوفد الأميركي المفاوض كريستوفر هيل إن المحادثات السداسية يجب أن تركز الآن على تفاصيل البرنامج النووي الكوري الشمالي، بعدما وجد النزاع حول الأموال المجمدة حلاً. ووافقت الأطراف الستة، الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا، على منح بيونغيانغ 60 يوماً تنتهي في منتصف نيسان أبريل المقبل، لإغلاق مفاعل يونغبيون النووي. وصرح هيل بأن على كوريا الشمالية وماكاو العمل معاً لتحديد توقيت الإفراج عن الأموال المجمدة، لكنه قال إن ذلك يجب أن يحدث"في أقرب وقت ممكن". وقال هيل:"نريد أن ننطلق إلى المرحلة الثانية"من المحادثات،"نريد أن نعرف الصورة كاملة". ولفت هيل إلى أن من النقاط التي يمكن أن تؤثر سلباً في المحادثات التوتر بين كوريا الشماليةواليابان على خلفية قضية المخطوفين في السبعينات والثمانينات. وقال رئيس وفد كوريا الجنوبية تشون يونغ وو:"الآن وبعد حسم مسألة"بنكو دلتا إجيا"، يجب ألا تكون هناك أي عقبة رئيسة أمام إجراءات إغلاق المنشآت النووية لكوريا الشمالية خلال 60 يوماً". وافتتح رئيس الوفد الصيني وو داويي المحادثات السداسية أمس، قائلا إنها ستستعرض النتائج التي توصلت اليها لجان العمل التي شكلت بموجب اتفاق شباط فبراير، وإنها ستبدأ النظر في الالتزامات المتعلقة بالأيام الستين الأولى. ونقل مصدر ديبلوماسي قريب من المحادثات السداسية عن رئيس الوفد الكوري الشمالي المفاوض كيم كيي- غوان قوله إن حسم القضية المصرفية ضروري لبناء الثقة. وكرر كيم استعداد بلاده لإغلاق مفاعل يونغبيون فور حسم المسألة تماماً. وأعلن مساعد وزير الخزانة الأميركية دانيال غلاسر أن كوريا الشمالية ستحصل عن طريق مصرف صيني على أموال متنازع عليها كانت مجمدة في أحد مصارف ماكاو، لافتاً إلى استمرار الحظر الذي يمنع المؤسسات المالية الأميركية من مزاولة أي نشاط مع مصرف"بنكو دلتا إجيا". وأشار غلاسر الذي يجري محادثات في بكين مع مسؤولين صينيين إلى أن الأموال المفرج عنها"ستودع في حساب للتجارة الخارجية في أحد فروع بنك أوف تشاينا في بكين"، مضيفاً:"لدينا تأكيدات بأن هذه الأموال ستحول إلى بنك في بكين لاستخدامها لأغراض إنسانية وتعليمية". لكن الديبلوماسيين لفتوا على رغم المؤشرات الإيجابية إلى أن طريق المفاوضات ستكون طويلة. وقال كبير المفاوضين اليابانيين كنشيرو ساساي:"إننا الآن أمام نقطة انطلاق تجاه هدف بعيد المدى لتفكيك البرنامج النووي وتحقيق السلام والاستقرار في الجزيرة الكورية". وأضاف:"ومقارنة مع ماراثون، بدأنا العدو للتو". وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ياسوهيسا شيوزاكي إن اليابان تأمل في أن يؤدي رفع الحظر على الأموال الكورية الشمالية إلى إحراز تقدم في المحادثات السداسية. وأشادت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري في بكين بالدور الأساس للصين في الملف النووي الكوري الشمالي. وقالت إليو ماري أمام المدرسة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن اتفاق 13 شباط فبراير"خطوة إيجابية"، مؤكدة أن فرنسا"مستعدة لدعم تسوية سياسية تهدف إلى إرساء الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". ودعت إليو ماري بكين التي أصبحت"أحد اللاعبين الرئيسين في النظام الدولي الجديد"، إلى الوقوف بجانب أوروبا ل"تضطلع بدور كبير"على الساحة الدولية. خلاف أميركي داخلي في المقابل، لا يستبعد خبراء روس أن تؤدي خلافات داخل الإدارة الأميركية بين دعاة تشديد الموقف تجاه بيونغيانغ وتخفيفه إلى تعقيد المحادثات السداسية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية"نوفوستي"عن الخبير ألكسندر جيبين من معهد دراسات الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قوله إن الكوريين الشماليين سيسعون إلى تنفيذ الاتفاق، في حين"لن يستطيع الأميركيون أن يفعلوا بالمثل لأن هناك في أميركا من يعتبر هذا الاتفاق خطأ". ويشير الخبير ألكسندر فورونتسوف من معهد الاستشراق إلى أن بعض أركان الإدارة الأميركية"يبحثون عن خطوات لتغيير الموقف الرسمي".