دخلت "الحركة التصحيحية"، التي لطالما توقع المحللون الماليون حدوثها منذ مدّة، في أسواق المال العالمية أمس يومها الثالث. وأوضح الخبير المالي اللبناني، ألبير لطيف، في حديث الى "الحياة" ان التصحيح جاء في وقته كون حجم الاستثمارات في بورصات الأسهم العالمية كانت ضخمة وعشوائية، متوقعاً ان تطول الأزمة أو تقصر"بناءً على حجم أموال المضاربة التي ستخرج من الأسواق". وأكد كلامه نائب مدير عام"فاينانشال فاندز أدفايزرز"اللبنانية، جو عواد، مشبهاً الوضع بپ"حريق في صالة سينما، جعل الجميع يتهافت للخروج من الباب"، كي تعود أسعار الأسهم إلى"حجمها الطبيعي"بعد عام كامل من الصعود القياسي في معظم الأسواق، مضيفاً ان تعديل التوقعات للنمو الاقتصادي الأميركي في الربع الأخير من العام الماضي من 3.5 في المئة معدل سنوي سابقاً إلى 2.2 في المئة أقلق الأسواق عالمياً. وأوردت وكالة"رويترز"ان العضو المنتدب في"صندوق النقد الدولي"رودريغو راتو سارع أمس من مدريد إلى طمأنة الأسواق بأن هذا التراجع"له علاقة بتقويم المستثمرين للأخطار وليس مبنياً على أسس اقتصادية، كون الاقتصاد العالمي ما زال منتعشاً وسينمو حوالى 5 في المئة في العام الحالي". وكان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الأميركي السابق، ألان غرينسبان، أشار في مناسبتين في الأسبوع الجاري إلى"احتمال"حدوث"تباطؤ"في الاقتصاد الأميركي في نهاية العام الحالي، بسبب مشاكل في قطاع المنازل الأميركي وتراجع هوامش أرباح الشركات الأميركية. وظهر جلياً أمس ان كلام غرينسبان ما زال لديه وقعه على الأسواق، على رغم تأكيد رئيس مجلس الاحتياط الحالي، بن برنانكي، ان التراجع الحاد في أسواق الأسهم لم يغير توقعات المصرف المركزي لحصول نمو"معتدل"في الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد عالمياً. وفي التفاصيل، تراجع المؤشر المجمّع لبورصة شنغهاي مجدداً أمس حوالى 2.91 في المئة إلى 2797.19 نقطة، حيث تم تداول أسهم بقيمة 13.7 بليون دولار، بعد تراجعه 8.84 في المئة الثلثاء الماضي في أكبر هبوط خلال 10 سنوات، مشعلاً"عدوى تراجع"في معظم أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا وأميركا، بسبب أنباء عن عزم السلطات الصينية اتخاذ إجراءات لكبح موجة المضاربة في سوق المال. لكن محللين كثراً ومديري صناديق استثمارية، اعتبروا ان السلطات الصينية في صدد إدراج أسهم شركات صينية كبيرة في العام الحالي، ولن تسمح بانهيار السوق. في هونغ كونغ، أغلق مؤشر"هانغ سينغ"أمس متراجعاً 1.55 في المئة، بينما تراجعت بورصة تايبيه 2.83 في المئة. وفي طوكيو ثاني أكبر بورصة أسهم عالمياً، تراجع مؤشر"نيكاي"حوالى 0.86 في المئة ليغلق على 17453.51 نقطة، مع تراجع أسهم شركات التصدير الكبرى بسبب مخاوف في شأن نمو الاقتصاد الأميركي، بعد انخافضه أول من امس 2.85 في المئة، مسجلاً أكبر تراجع في يوم واحد في ثمانية أشهر. وتراجع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.72 في المئة، إلى 1740.11 نقطة. وأوضح الخبير في"باركليز ويلث ايجا"فيليب نيم لوكالة الصحافة الفرنسية ان"الموجة الأخيرة من عمليات البيع الكبيرة هي دليل على قلق من ان يكون الأمر اكثر من مجرد إشاعة أطلقت في البورصة، كون المستثمرين يخشون ان يخيب أملهم من النتائج المالية للشركات العالمية الكبرى هذا العام وسط ارتفاع معدلات الفائدة وأسعار المواد الأولية". وفي أوروبا، تراجعت الأسهم الأوروبية أمس لليوم الثالث على التوالي، متأثرة بانطلاق التداول في بورصة نيويورك على تراجع، إذ فتح مؤشر"داو جونز"منخفضاً 1.7 في المئة إلى 12072.36 نقطة، بعد ان سجّل الثلثاء الماضي أسوأ تراجع منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، ثم استعاد أنفاسه بعض الشيء أول من أمس مرتفعاً 0.43 في المئة. وانخفض مؤشر"يوروفرست 300"الرئيس للأسهم الأوروبية 2.3 في المئة إلى 1447.27 نقطة بعد ظهر أمس. الأسواق العربية عربياً، أقفلت"سوق دبي المالية"أمس متراجعة لليوم الثاني على التوالي، بعد تراجع سهم"إعمار"محرّك السوق 1.95 في المئة جراء قلق من إدراج متوقع لأسهم شركات عدّة في السوق، متوقعة ان تسحب السيولة من الأسهم المدرجة. وأقفل مؤشر دبي متراجعاً 0.78 في المئة إلى 4140.81 نقطة. أما"سوق أبو ظبي المالية"، فأقفلت على إنخفاض بعد أربعة أيام متتالية من الارتفاع، إذ تراجع المؤشر 0.65 في المئة إلى 3070.97 نقطة. وفي مسقط، تراجعت سوق الأسهم لليوم الثالث على التوالي جراء تراجع في سعر أسهم أكبر 5 شركات مدرجة، وأقفل المؤشر متراجعاً 0.39 في المئة إلى 5750.84 نقطة. وعوّضت الأسهم المصرية جزءاً من خسائرها أمس لتغلق على ارتفاع، مع ارتفاع أسعار أسهم 51 شركة مقابل تراجع اسهم 32 شركة، بحسب إحصاءات البورصة. وتراجعت الأسهم المصرية الرئيسية حوالى ثلاثة في المئة أول من أمس، متأثرة بعمليات البيع في أسواق الأسهم العالمية. وأغلق مؤشر"هيرميس"القياسي على ارتفاع 0.26 في المئة، مسجلاً 63152.53 نقطة، وارتفع مؤشر"كيس 30"الذي يتابع على نطاق واسع 0.25 في المئة، مسجلاً 7183.13 نقطة. لكن مؤشر"التجاري الدولي"الأوسع نطاقاً أغلق على انخفاض بنسبة 0.6 في المئة إلى 286.27 نقطة.