استهلت أسواق المال العالمية أسبوع التداول أمس مستعيدة حركتها الاعتيادية، بعد أسبوعين من التراجع العام في أسواق الأسهم. وطمأن رئيس "المصرف المركزي الأوروبي" جان كلود تريشيه، الأسواق خلال اجتماع محافظي المصارف المركزية لمجموعة الدول العشر الكبرى في سويسرا، مشيراً إلى ان"التصحيح في أسواق الأسهم لن يؤثر في الاقتصاد العالمي"، ووصفه ب"تصحيح حقيقي في السوق أدى إلى تراجع أسواق الأسهم التي حققت أكبر حركة صعود أخيراً". وفي سوق القطع، تراجع الين أمام اليورو والدولار أمس. لكنه انتعش مجدداً مع عودة المستثمرين إلى اقتراض أموال بالين لاستثمارها في عملات ذات عائد أعلى، بعد تفكيك مراكزهم قبل أسبوعين، بفعل تراجع أسواق المال عالمياً بدءاً من البورصة الصينية. وساهم تقرير قوي عن بيانات الوظائف الأميركية الجمعة الماضي في تهدئة المخاوف من تباطؤ حاد في اكبر اقتصاد في العالم، إذ أظهر ان الاقتصاد الأميركي أمّن 97 ألف فرصة عمل جديدة في شباط فبراير الماضي. كما أدى رفع سعر الفائدة في منطقة اليورو الأسبوع الماضي، إلى 3.75 في المئة، إلى تنشيط المستثمرين الذين يراهنون على الفروق في أسعار الفائدة بين العملات الرئيسة. وجرى تداول الدولار أمس بسعر 118.33 ين قرب أعلى مستوى له في أسبوعين، لكنه عاد فتراجع إلى 117.35 ين، وارتفع اليورو 0.2 في المئة إلى 155.36 ين ليتراجع بعدها بسرعة إلى 154.35 ين، وارتفع أمام الدولار إلى 1.3130 دولار. وأدت أنباء عن لجوء مصارف مركزية كبرى إلى بيع الجنيه الإسترليني لمصلحة شراء الين، إلى تراجعه 1.2 في المئة إلى 226.0 ين للجنيه. من جهة أخرى، أعلنت شركة"فورد موتور"الأميركية للسيارات أمس أنها باعت شركة"أستون مارتن"البريطانية للسيارات الفاخرة يقودها"جيمس بوند"في أفلامه الجاسوسية الشهيرة إلى مجموعة مستثمرين على رأسهم ديفيد ريتشاردز قائد فريق"بينيتون"و"بار موتور"لسباق السيارات سابقاً من خلال شركته"برودرايف"، ب 479 مليون جنيه إسترليني 925 مليون دولار. وأفادت مصادر صحافية أمس ان"دار الاستثمار"الكويتية و"أديم للاستثمار"شاركتا في صفقة الشراء. وفتحت الأسهم الأوروبية أمس على ارتفاع، منتعشة بموجة عمليات الشراء والتملك فيها، لا سيما ان"أكزو نوبل"الهولندية أعلنت بعد"فورد"أنها باعت وحدة الأدوية التابعة لها إلى"شيرينغ بلوه"الأميركية، ب 14.4 بليون دولار. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"0.5 في المئة إلى 1496.81 نقطة، لكنه عاد فتراجع بسبب تراجع أسهم شركات النفط والمصارف الأوروبية، إلى 1481.5 نقطة. وفتحت الأسهم الأميركية التداول أمس على تفاوت، إذ تراجع مؤشر"داو جونز"15.54 نقطة، أي 0.13 في المئة إلى 12260.78 نقطة، كما تراجع مؤشر"ستاندرد آند بورز 500"0.20 في المئة إلى 1400.05 نقطة، في حين ارتفع مؤشر"ناسداك"المركّب 0.08 في المئة، إلى 2389.54 نقطة. وفي طوكيو، ارتفع مؤشر"نيكاي"القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.75 في المئة أمس، متأثراً بصعود أسهم"كيوسيرا كورب"و"فانوك ليمتد"وغيرها من شركات التصدير، بفضل تراجع سعر الين. وارتفع سهم"جابان توباكو"للتبغ نحو 5 في المئة، بعد ان صوّت المساهمون في مجموعة"غالاهر"البريطانية للتبغ لمصلحة صفقة وافق عليها بالفعل مجلس إدارتها، تشتري بموجبها"جابان توباكو"نظيرتها البريطانية. وارتفع مؤشر"نيكاي"الى 128.35 نقطة، ليغلق على 17292.39 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى إغلاق منذ الأول من آذار مارس الجاري. وارتفع مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً 0.64 في المئة، إلى 1741.36 نقطة.