تكاد لا تحسّ بملابسك على جسمك إلا في لحظة ارتدائها أو خلعها. ولا تشعر بها وهي ملتصقة بك طوال ساعات. كذلك الأمر مع المرأة، تحسّ بها عندما تنوي الزواج بها في فترة التعارف والخطبة وشهر العسل. فإذا "لبستها" تماماً تفقد شعورك بها. وتظل المرأة منسية مهملة، حتى تأتي اللحظة التي تنفجر فيها الخلافات ويتأرجح الزواج على هاوية الطلاق. في تلك اللحظة يعاودك الشعور بوجودها بعنف، وقد يرتجف قلبك خشية"برد"فراقها. يعتقد سعد عبدالله 38 سنة: بأن"إهمال الرجل للمرأة يرجع إلى ان العلاقة التي يدوم فيها الوداد والتنظيم بين الزوجين في سياق رتيب هادئ، يموت فيها شعور الواحد بالآخر وينطفئ الوهج بين القلبين". وهو يؤكد أن من طبيعة الإنسان أن تستيقظ مشاعره في لحظات التغيير والانتقال من حال إلى أخرى، مثل"الصحة التي يتذكرها أثناء المرض". الإهمال الذي تتعرض له المرأة والافتراض الخاطئ بين الجنسين يولد عدم الرضا. وتعتبر سارة محمد 30 سنة ان الرجل والمرأة يفترضان خطأً أن حاجاتهما ورغباتهما تتطابق،"فيقع سوء الفهم، ويشعر كلاهما بأنه يعطي الكثير من دون مقابل، ما يؤول إلى الاستياء وعدم الرضا". "لن يعيش الرجل سعيداً مع شريكته إلا إذا فهمها بشكل صحيح"، تقول نهى نايف 30 سنة. وتضيف:"الرجل لا يتفهم مشكلات المرأة ربما لأنه يفترض أنها تلومه، عندما تواجهه بها، أو تعتبره مسبّبها. وكلما زادت شكاواها زاد شعوره بالملامة". وتؤكد نهى أنها كزوجة تتحدث إلى زوجها لتشعر بالتحسن، ويكفيها لو ظل مستمعاً". وتشير هدى صالح 40 سنة إلى أن المرأة تمرّ أحياناً في حالات اكتئاب يتعذّر تفسيرها. فتتقلّب مشاعرها وحالتها النفسية،"ما يمكن أن يحبط زوجاً قام بواجبه على أتمّ وجه ليجدها في المقابل غير سعيدة". ولحل هذه المشكلة"على الرجل في هذه الحال ان يشاركها مشاعرها، ويكون داعماً لها، فيكسب ثقتها، وينجح في انتشالها من كآبتها وأساها". عندما يحاول الرجل ان يعبّر عن حبّه لشريكته يجعلها أحياناً لا تحسّ بالثقة. وتعتبر سارة خالد 25 سنة أن الرجل"يعتقد"بأنه مساند ومحب عندما يستمع إلى مشاكل شريكته. ثم يلقي تعليقات تقلل من أهمية مشكلاتها للتخفيف عنها. وهو بهذا"يُشعرها بأنها قليلة الشأن، الأمر الذي يغضبها، هي التي تحتاج إلى أن تُسمع وتُفهم من دون تعليق". أكثر المجادلات بين الشريكين تكون بسبب سوء فهم الآخر، وتقول ندى سلمان 40 سنة:"الرجل يسيء فهم المرأة دائما إذ انه يترجم كل ما تتفوه به ويأخذه على غير ما تقصد حقيقة. ومن هنا يبدأ الجدال فالمشاجرة".