حذر تقرير سري فرنسي من مخطط لتنظيم "القاعدة" لتكرار ما وصفه ب "السيناريو الاسباني" خلال حملة انتخابات الرئاسة الفرنسية هذا الربيع، في إشارة إلى إمكان حصول تفجيرات مشابهة لما حصل في مدريد في آذار مارس 2004. ونبّه التقرير إلى أن "القاعدة" تسعى إلى التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية. راجع ص 5 وجاءت تفجيرات مدريد التي أسفرت عن نحو 200 قتيل، عشية الانتخابات الإسبانية وساهمت في ايصال الحزب الاشتراكي بقيادة خوسيه لويس ثاباتيرو إلى السلطة على حساب الحزب الحاكم آنذاك بقيادة خوسيه أثنار. ويقع التقرير السري الذي اطلعت"الحياة"على نسخة منه، في ثماني صفحات، ويحمل عنوان "تقويم وضع حال التهديد الاسلامي الراديكالي في فرنسا"، ويشير إلى قرائن عدة ترجح وجود خطة لتكرار"السيناريو الاسباني" فرنسياً، ويستعرض أربعة"مصادر تهديد": أولاها"الشبكات العراقية"التي يقول التقرير انها تشهد منذ نهاية الصيف"موجة ارتدادية"تمثلت في الإيعاز الى مئات من المتطوعين ذوي الأصول الأوروبية الذين توافدوا الى العراق، بالعودة سراً الى بلدانهم الأصلية في أوروبا، بغية تأسيس شبكات سرية هناك أو تنفيذ عمليات ارهابية. مصدر التهديد الثاني يتمثل في"الشبكات الأفغانية - الباكستانية"، ويشير التقرير الى رصد متطوعين جهاديين من أصول أوروبية في معسكرين احدهما قرب"وانا"في"وزيرستان"الباكستانية، والثاني في"كونار"بأفغانستان، يديره أحد الحراس الشخصيين السابقين لأسامة بن لادن. ويتحدث عن خلايا انتحارية تدربت هناك وتسربت أخيراً الى دول أوروبية لتدبير هجمات، وبين عناصرها"نساء جهاديات". ورصد التقرير مصدراً ثالثاً للتهديد اصطلح على تسميته ب"الشبكات القوقازية"بإشراف مندوب"القاعدة"في آسيا الوسطى الأوزبكي ظاهر يورداشييف. أما مصدر التهديد الرابع فيتمثل في الشبكات المغاربية التابعة ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية. وكشف مصدر أمني فرنسي خطاباً موقّعاً من أسامة بن لادن موجهاً الى قيادي في"السلفية"الجزائرية يدعى"أبو القاسم"، كان قد كتب اليه مستفتياً بخصوص جواز استهداف فرنسا على أراضيها. وجاء رد زعيم"القاعدة"بالايجاب في خطاب تنشر"الحياة"نسخة منه. ويشير التقرير الفرنسي إلى خمسة كوادر جدد من قيادات"القاعدة"يقضون مضاجع أجهزة الأمن الأوروبية: محمد حسن الملقب ب"أبو يحيى الليبي"، نشوان عبدالرزاق عبدالهادي الملقب ب"عبدالهادي العراقي"، وليد التونسي، ويجهل اسمه الأصلي الكامل، وهو من القادة الجهاديين الأجانب في العراق، جمال محمد حسن آل تالي، الملقب ب"ابو عبدالرحمن البدوي"، وهو جهادي يمني، وظاهر يورداشييف، ويعد مؤسس"الحركة الاسلامية"الأوزبكية، ومندوب"القاعدة"في منطقة آسيا الوسطى.