أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لقرار المحكمة الفيديرالية الأميركية في واشنطن عدم منح الأجانب المعتقلين في غوانتانامو حق اللجوء إلى القضاء الأميركي . وأفادت المنظمة في بيان بأن "حق أي معتقل في الاعتراض على اعتقاله يشكل جزءاً من المبادئ الأساسية للتشريع الدولي". وأضافت المنظمة"أن موافقة منظمة قانونية أو قاض على إنكار هذه المبادئ الأساسية للحماية من الاعتقال التعسفي والسري والتعذيب وبقية حالات سوء المعاملة، أمر يثير الصدمة والاحتجاج". واعتبرت منظمة العفو الدولية أن"كل المعتقلين في غوانتانامو معتقلون في شكل غير قانوني ويجب إما توجيه الاتهام إليهم... وعرضهم على القضاء وفق المقاييس الدولية للمحاكمات العادلة أو الإفراج عنهم"، مضيفة أن"معتقل غوانتانامو يجب أن يغلق". وقررت محكمة الاستئناف الفيديرالية في واشنطن ان الاجانب المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا لا يمكنهم اللجوء الى النظام القضائي الاميركي للاحتجاج على اعتقالهم. ورفضت المحكمة الفيديرالية في واشنطن بغالبية صوتين معارضين وصوت موافق حجة المعتقلين الذين اعتبروا ان قانون تشكيل المحاكم العسكرية الاستثنائية لسنة 2006 لا ينطبق على حالهم. ووافق الكونغرس على القانون في تشرين الاول اكتوبر بعد ان اعترضت المحكمة العليا على شرعية المحاكم التي شكلتها ادارة بوش في السابق للنظر في قضايا المعتقلين. ورأت المحكمة أن"حجج المعتقلين مهمة لكنها ليست مقنعة. والقبول بها سيشكل تحدياً لإرادة الكونغرس". ورفضت المحكمة كذلك اعتراض المعتقلين على اللجان العسكرية التي قالوا إنها تحرمهم من حقهم في تقديم عرائض يعترضون فيها على اعتقالهم من دون أدلة أو توجيه تهمة إليهم. ويتوقع أن تحال القضية على المحكمة العليا. وينشئ القانون الذي تبناه الكونغرس وصدر في 17 تشرين الأول أكتوبر 2006 عن الرئيس جورج بوش, المحاكم العسكرية الاستثنائية لمحاكمة"مقاتلين أعداء"وينص على إلغاء اكثر من 400 تظلم للمعتقلين الذين يحتجون أمام القضاء المدني على اعتقالهم من دون تهمة. وشرح محام في إحدى الوثائق المقدمة للمحكمة أن"سلطات زمن الحرب التي يمنحها الكونغرس لا يمكن أن تنص على السماح بخطف واعتقال بلا حدود لمواطنين مدنيين من بلد حليف في زمن السلم للولايات المتحدة". وعلقت كل الإجراءات الحالية وبخاصة الشكاوى في شأن سوء المعاملة, في انتظار قرار محكمة الاستئناف في واشنطن. السعودية جاء ذلك بينما سمحت وزارة الداخلية السعودية أمس لذوي المعتقلين السبعة العائدين من معتقل غوانتانامو، الذين تسلمتهم المملكة ضمن دفعتها السابعة، بزيارتهم، بأمر من وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال الأمير نايف إن الرياض مستمرة في جهودها لاستعادة جميع السعوديين الموقوفين في غوانتانامو. ووصل المعتقلون في طائرة سعودية خاصة وتسلمتهم الأجهزة الأمنية، بعد أن أثبتت التحقيقات الأميركية عدم خطورتهم على الأمن الأميركي. وتعد هذه الدفعة من الدفعات التي جدولت عودتها. وأعلن الناطق الأمني الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان العائدين من غوانتانامو هم ماجد عبدالله حسين الحربي وراشد عوض خلف ال بلخير الغامدي وفيصل صالح بريكان الناصر ومحمد عبدالله صقر العلوي الحربي وناصر مزيد عبدالله السبيعي وعبدالله مجيد الجودي وماجد عيضه محمد القرشي. وأشار التركي إلى انه سيسمح لهم بلقاء بأسرهم ومن ثم سيخضعون لتحقيقات أمنية للتأكد من سلامتهم وعدم تورطهم في أعمال غير شرعية. يذكر أن الحكومة السعودية تسلّمت من الولاياتالمتحدة الأميركية 60 معتقلاً سعودياً، على سبع دفعات مختلفة منذ أيار مايو 2003، وأطلقت السلطات السعودية 37 منهم بعد استكمال إجراءاتهم النظامية، والنظر في قضيتهم أمام القضاء الشرعي، ولا يزال 23 معتقلاً في السجون السعودية.