عندما تبدأ القوات الاميركية والعراقية حملة أمنية ضد المسلحين في بغداد سيكون أربعة آلاف جندي كردي في المقدمة في أول مشاركة لهم في عملية كبيرة في الجيش العراقي الجديد. وسيضطر هؤلاء الجنود، الذين يتألفون بشكل أساسي من ميليشيات البيشمركة في اقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع بالحكم الذاتي، الى التعامل مع مسألة اختلاف اللغة ووجودهم في مدينة غريبة الى حد بعيد وربما سكان عدائيين. لكنهم معروفون بانضباطهم وقد يعتبرون محايدين في الصراع الطائفي بين السنة والشيعة حتى لو انتابت بعضهم مشاعر متضاربة في شأن العملية. وقال أحمد عبيد 38 عاما وهو سني مقيم في بغداد"حنكتهم القتالية ستضمن لهم قدراً من النجاح". ويُنظر الى حملة بغداد، التي أعلنها رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الشهر الماضي، على أنها المسعى الاخير لمنع انزلاق العراق الى حرب أهلية بين الاغلبية الشيعية المهيمنة على الساحة السياسية والاقلية السنية. ويقول بعض المسؤولين الاميركيين والعراقيين ان الميليشيات والمسلحين اخترقوا صفوف قوات الامن العربية مثيرين الشكوك في شأن التزامهم بمحاربة المتشددين. ومن الالوية الكردية الثلاثة، التي تقرر ارسالها الى بغداد، لم يصل سوى اللواء الثالث. واكد قائده اللواء أنور دولاني"انا في انتظار الاوامر". وقال لرويترز انه ليس على علم بالمكان الذي سينتشر فيه جنودهم لكنهم سيُرسلون الى مناطق سيتولون فيها الحفاظ على الامن والقضاء على"الارهاب". واكتسب مقاتلو البيشمركة خبرة كبيرة في تكتيكات حرب العصابات عندما قاتلوا جيش صدام حسين خلال السبعينات والثمانينات. ويعيش معظم الاكراد، الذين يشكلون خمس سكان العراق، في جبال الشمال التي لم تشهد الهجمات التي تعرضت لها مناطق أخرى في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على البلاد العام 2003. ويقول الاكراد، الذين كانوا يسعون منذ فترة طويلة للاستقلال، انهم سيقبلون الآن بالحكم الذاتي المطلق الذين حصلوا عليه من صدام بمساعدة الولاياتالمتحدة العام 1991. ويساور بعض الجنود الاكراد الشك في شأن المشاركة في المعركة التي قد تحدد مستقبل العراق. وقال فارس فتح، وهو ضابط في اللواء الثالث، الشهر الماضي قبل المغادرة من مدينة السليمانية الى بغداد"أنا مستاء للغاية... أخشى أن يقحم الاكراد في هذه الحرب الطائفية". وقال جندي آخر هو الملازم اسماعيل غطور انه على رغم خوفه من أن يلقى حتفه في بغداد فان عليه واجبا يجب أن يؤديه. واضاف:"أريد أن أثبت ذلك لكل من يشكك في ولاء الشعب الكردي في العراق". وستنضم الالوية الكردية الى عشرات الآلاف من الجنود الاميركيين والجنود وأفراد الشرطة العراقيين العرب في مسعى لاعادة النظام في بغداد حيث تتسبب التفجيرات الانتحارية وهجمات المورتر وفرق الاعدام في مقتل المئات كل أسبوع. ولان معظم الجنود الاكراد يتحدثون الكردية لا العربية قال ضباط أميركيون انهم سيعملون مع مترجمين. وقال الكولونيل ستو بولوك، وهو مستشار كبير للفرقة السادسة من الجيش العراقي في بغداد، هذا الاسبوع"المشكلة هي أنهم لا يعرفون بغداد مثلما تعرفها الوحدات المحلية وسيستغرق الامر اياماً عدة قبل أن يتأقلموا".