1.6 بليون شخص يستعملونه يومياً على مستوى العالم . الاستخدام المفرط للهاتف النقال يزيد 50 في المئة مخاطر سرطان الغدد اللعابية

يختلف الباحثون والاطباء في مختلف انحاء العالم في شأن تفسير انعكاسات، او اضرار، الاستخدام المكثف لاجهزة الهاتف النقال خصوصاً في انحاء الرأس والدماغ تحديدا.ً وكان الكشف الاخير ما اوردته دراسة لباحثين اسرائيليين، نشرتها مجلة"اميريكان جورنال اوف ابيديميولوجي"، واشارت الى ان موجات الراديو الصغيرة المنبعثة من الهواتف النقالة تضاعف مخاطر الاصابة بسرطان الغدد اللعابية.
وتفيد الدراسة، المنشورة في المجلة المتخصصة بعلوم الاوبئة في كانون الاول ديسمبر الجاري، ان خطر نمو ورم سرطاني في هذه الغدد يزيد بنسبة 50 في المئة تقريباً لدى مستخدمي الهواتف النقالة بوتيرة مرتفعة اي بمعدل يزيد على 22 ساعة اسبوعياً اي نحو ثلاث ساعات يومياً.
ويُقدر عدد مستخدمي النقال في العالم بنحو 1.6 بليون شخص يُقدر ان نسبة واحد في المئة من بينهم تزيد نسبة استخدام الفرد منها على خمس ساعات يومياً في المتوسط.
ويتفاقم خطر الاشعاعات، المنبثقة عن موجات الراديو في النقال، اكثر واكثر اذا وضع المستخدمون الهاتف على الأذن نفسها او احجموا عن استخدام سماعات، او اذا تواجدوا في مناطق ريفية حيث تنتشر هوائيات الوصل للنقال.
ويقول الباحثون، وبعد درس حالات 460 شخصاً يستخدمون النقال بكثافة، ان"النتائج اشارت الى وجود علاقة سببية بين الهواتف الخليوية وظهور اورام في الغدد اللعابية"وانه ظهرت لدى 58 منهم اورام سرطانية ولدى 402 اورام حميدة في هذه الغدد.
وكان الطبيب سيغال ساديتزكي، من مركز تل هاشومير الطبي في تل ابيب، اشرف على البحث الذي مولته الجمعية الدولية لمكافحة السرطان في اطار مشروع لمنظمة الصحة العالمية يستهدف الوصول الى معرفة حقائق اخطار استخدام النقال ومن ثم محاولة اقناع الهيئات المختصة باجبار شركات الهواتف النقالة باتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
وكان بحث نشر اخيراً في السويد اشار الى أن استخدام الهاتف النقال لأكثر من عشر سنوات، وبمعدل يقارب الثلاث ساعات يومياً، يزيد من خطر الإصابة بالأورام بمعدل أربع مرات.
وكشفت بحث لمعهد كارولينسكا السويدي اجري على 750 شخصاً أن خطر الإصابة بأورام العصب السمعي زاد بمعدل 3.9 مرة في جانب الرأس الذي يستند اليه الهاتف النقال أثناء المكالمات الهاتفية. في المقابل، لم تُسجل أي زيادة في خطر الإصابة بأورام العصب السمعي في الجانب الآخر من الرأس، لكن خطر الإصابة بصفة عامة لدى من يستخدمون الهواتف النقالة لأكثر من عشر سنوات زاد بمعدل 1.9 مرة.
وورم العصب السمعي نوع من الأورام الحميدة التي قد تُحدث تلفاً في المخ والأعصاب ويؤثر في واحد من بين كل مائة ألف شخص. وأفاد الفريق البحثي أن خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف النقال لمدة تقل عن العشر سنوات لم يرتفع.
واكتشف فريق العلماء إصابة 150 من بين الأشخاص الذين خضعوا للدراسة بأورام في العصب السمعي. واستخدم شخص على الأقل من بين كل 11 شخصاً الهاتف النقال لعقد تقريبا. وأعرب أنديرس ألبوم، من معهد كارولينسكا، عن بالغ دهشته لما توصل إليه فريقه. وقال"أظهرت نتائج الدراسة أن هناك خطورة كبيرة نسبياً، لذا نأمل أن يستكمل الآخرون بحثنا. لا نعلم تحديدا السبب في هذا الأمر، لكن المؤكد أن الخطورة تتزايد بمرور الوقت".
وأوضح الباحث السويدي الذي تُنتج بلاده بعض اكثر اجهزة النقال انتشاراً في العالم، أنه لن يُحذر الناس من استخدام الهواتف النقالة، قائلاً:"إذا كان مستخدمو الهواتف يشعرون بالقلق فليستخدموا سماعات الأذن لأن بحثنا اظهر أن الخطورة تزيد في الجانب الذي يوضع عليه الهاتف النقال".
ويقول مايكل كلارك، المتحدث باسم المجلس البريطاني للحماية من مخاطر الإشعاع، ان الدراسة السويدية"جيدة صادرة عن معهد محترم وهي تقدم بعض الدلائل لكنها ليست حاسمة، لكننا سنضعها في اعتبارنا".
وظهرت اخيراً أدلة جديدة عن المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام وسيلة الاتصال هذه وتشمل الأورام والسرطانات ومشكلات معقدة لدى الأطفال الصغار.
ومن المخاطر، التي يتم درسها، والمرتبطة باستخدام الهواتف النقالة، ورم العصب السمعي وورم عصب الجمجمة كما ان ورم الغدة اللعابية وارتفاع ضغط الدم وداء الزهايمر.