فيما أبدى وزير الخارجية العراقي "تفهماً ش لحاجة تركيا الى مواجهة المتمردين الأكراد، وطالبها بالتنسيق مع بغداد، دان البرلمان العراقي في شدة قصف مناطق كردية في شمال البلاد، واعتبره"اعتداء سافراً على سيادة"العراق. وجاء في بيان لهيئة رئاسة مجلس النواب:"ندين في شدة هذا الاعتداء السافر على سيادة العراق ومبادئ حسن الجوار"، لكنه استدرك مؤكداً"دعوة الجارة تركيا الى اعتماد أسلوب الحوار الهادئ والحكمة في حل قضاياها الداخلية". وطالب الأممالمتحدة ومجلس الأمن ب"وضع حد لمثل هذه التدخلات العسكرية داخل الحدود العراقية، وحض الجارة تركيا على عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات لسيادة العراق مستقبلاً". وكانت مصادر أمنية وأخرى إدارية كردية أعلنت أول من أمس أن امرأة قُتلت وجُرح خمسة أشخاص بينهم ثلاث نساء في غارات تركية ليل السبت الماضي استهدفت مناطق قرب جبال قنديل في شمال العراق حيث يتمركز"حزب العمال الكردستاني". وأعلن قائد أركان القوات المسلحة التركية الجنرال ياشار بويوكانيت أن الغارات التي شنها الطيران التركي الأحد شمال العراق، واستهدفت مواقع للمتمردين الاكراد نُفذت بمساعدة الاميركيين الذين قدموا معلومات وأذنوا بدخول الاجواء العراقية. وفي هذا السياق، أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من الغارات الجوية التركية في شمال العراق، وحض أنقرة على ضبط النفس. واعتبرت البرتغال الرئيس الحالي للإتحاد الاوروبي في بيان أن"رئاسة الاتحاد تدعو السلطات التركية الى ضبط النفس واحترام وحدة الاراضي العراقية والحيلولة دون القيام بأي إجراء عسكري يمكنه أن يضعف السلام والاستقرار الاقليميين". وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق يتفهم حاجة تركيا إلى محاربة متمردي"حزب العمال الكردستاني"على الاراضي العراقية، لكنه يريد من أنقرة التنسيق معه في شن هجمات عبر الحدود مستقبلاً. واستدعى العراق السفير التركي لدى بغداد، واحتج على قصف طائرات تركية قرى في شمال العراق أول من أمس. وأفاد أن مدنية قُتلت في الغارات التي أفادت تركيا أنها استهدفت متمردي"العمال الكردستاني". وأكدت الولاياتالمتحدة إبلاغها بالهجمات التركية قبل شنها على رغم أنها لم تصرح بها. وذكرت وسائل إعلامية على صلة بالانفصاليين أن خمسة من متمردي"حزب العمال الكردستاني"قُتلوا أيضاً. وقال زيباري للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي يزور البلاد، إن العراق يتفهم تماماً المخاوف الأمنية التركية من الأعمال الارهابية ل"حزب العمال الكردستاني"عبر الحدود، مشيراً إلى أن موقف الحكومة العراقية واضح تماماً في ما يتعلق بهذا الأمر. لكنه أضاف أن أي تحرك من هذا النوع يحتاج إلى تنسيق، على أن يُستهدف"حزب العمال الكردستاني"فقط دون السكان العراقيين. ورأى أن ما حدث ليل أول من أمس اعتمد أساساً على معلومات مضللة تؤدي إلى مثل هذه الاصابات بين المدنيين، لافتاً إلى أن العراق يأمل في أن تتوقف مثل هذه الهجمات، على أن يكون هناك مزيد من التنسيق في أي تحرك مماثل مستقبلاً. وكانت هيئة أركان الجيش التركي أفادت أن غاراتها الجوية استهدفت مناطق زاب وهاكورك وافاسين وجبال قنديل حيث تقع قواعد لمتمردي"حزب العمال الكردستاني". وأعرب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن ارتياحه إلى العملية"الناجحة ... على أهداف لمنظمة إرهابية في شمال العراق".