السليق أكلة سعودية تُصنع من الحليب ونوع خاص من الرز يسمى محلياً بالرز المصري، مع أن معظمه يستورد من الولاياتالمتحدة واستراليا، والحديث عن السليق هذه الأيام منتشر بين السعوديين ليس لبرودة الطقس بل لسخونة الأسعار، خصوصاً مع إعلان الحكومة السعودية عن إعانات لمستوردي حليب"الأطفال"والرز بهدف خفض أسعارهما على المستهلك، وفي سبيل النكتة تجاوز الناس كون الحليب المعان خاصاً بالأطفال لا الحليب العادي، ولأن المستهلك السعودي لا يتاح له أن يتنفس بإيقاف ارتفاع سعر حليب الأطفال عند حده ومعه الرز، بادر التجار الذين تمت تبرئتهم من الجشع برفع الأسعار، استباقاً للإعانات التي تدرسها لجنة مختصة، فهم مثل المنشار، يستفيدون من المخزون والإعانة ويرفعون الأسعار وهو تصرف استهلك المستهلك. الجديد في هذا الأمر هو طريقة تناول صحف محلية سعودية للأمر، سآتي هنا بنماذج تخبرنا عن الأحوال وكيف يستطيع بعض كبار التجار استخدام صحيفة في حين تنشر أخرى الواقع، ولنبدأ بالأخيرة. في تقرير لصحيفة"الرياض"كتبه عبدالعزيز القراري، كشف في جولة ميدانية عن رفع الوكلاء سعر حليب الأطفال ستة ريالات، اخذوا الدعم مقدماً قبل تطبيقه، أخذوه من المستهلك، لأنه الجدار الذي يقدرون قفزه، وهو أمر لا يستغرب فهم بريئون من الجشع، وتم الإعلان عن إخلاصهم ووطنيتهم كما قالت بعض الغرف التجارية في إعلاناتها عنهم، ومن الإخلاص سرعة الالتزام بالأرقام! إلا أن صحيفة"الاقتصادية"اتجهت اتجاهاً آخر، فتحولت إلى منبر لموردي الرز"كدت اكتبها مورطي!"فقالت أحسن الله إلينا واليها في عنوان عريض على الصفحة الأولى:"عقود احتكارية في الهند تفاقم أزمة الرز"، أما المصدر فهو احد موردي الرز ولا يذكر اسمه! في استباق للإعانة، إنه سباق الحليب والرز، ولو قيل إن المصدر كيس رز استطاع الهرب سباحة من عقد احتكاري لصدقت، العجيب أنه حتى العقود الاحتكارية والطلبات"الشديدة الجديدة"! على الرز.. كانت تنتظر عند الباب إلى حين أعلنت الحكومة السعودية إعانة للرز، أعود إلى السليق، حتى الصحافة فيها سليق، ولمن لا يعرفونه أو ذاقوه فهو عجينة بيضاء ساخنة تقدم مع سلطة خضراء أو حمراء حريفة، ولإعداده، يسلق الدجاج النظيف من أنفلونزا الطيور ويؤخذ ماؤه ثم يضاف عليه حليب الكبار المحلق سعره وبعد دقائق يضاف الرز غير المدعوم، تحصل عندها على طبق سليق"بالهناء والدفء"، شكله مماثل لصورة المستهلك في السعودية فقد تم سلقه إلى سليق، وهو يؤكل الآن من دون بسملة. [email protected]