غداة عودته من زيارة لكابول، كشف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن نقلة نوعية في استراتيجية حكومته تجاه أفغانستان"يمكن أن تشكل بداية نهاية الحرب الدائرة في البلاد منذ ست سنوات". وقال براون في مجلس العموم أنه يدعم خطة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي للتحاور مع قادة في حركة"طالبان"لتأمين إنضمامهم إلى العمل السياسي. ومن شأن ذلك إحداث نقلة نوعية من مرحلة القتال إلى بناء القبول والرضا بين الحركة وزعماء القبائل لتعزيز التنمية في أفغانستان التي قررت الحكومة البريطانية دعمها ب 450 مليون جنيه استرليني في الفترة من 2009 الى 2012. ونقلت الصحيفة عن مصدر بارز في رئاسة الحكومة أن التحرك يهدف الى فصل الحركة عن تنظيم"القاعدة". في واشنطن، كرر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس دعوة الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الى معالجة البطء في ارسال القوات والمعدات والوسائل الضرورية الى افغانستان، محذراً من تصاعد العنف في المنطقة. وقال غيتس امام اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان"الولاياتالمتحدة غير مستعدة لمواصلة تغطية النقص في المروحيات بعد كانون الثاني يناير المقبل"، بينما اكد رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن ان هناك حدوداً لما يمكن ان تقدمه الولاياتالمتحدة، في وقت تركز الجزء الاكبر من مواردها في الحرب على العراق". واتفق غيتس ومولن على ان العنف تصاعد خصوصاً في جنوبافغانستان التي انتشرت قوات الحلف الاطلسي فيها في تشرين الاول اكتوبر 2006. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الافغانية أمس، مقتل اكثر من خمسين متمرداً خلال يومين من"المعارك الكثيفة"قرب بلدة قلعة موسى بولاية هلمند جنوب التي استعادها الجيش الافغاني وقوات الحلف الاطلسي"ناتو"من حركة"طالبان"الاحد الماضي. وأوضحت الوزارة ان ثلاثة اجانب وثلاثة من قادة"طالبان"قتلوا في المعارك التي انهت سيطرت الحركة على قلعة موسى طيلة عشرة شهور شهدت ايضاً محاولة فاشلة لسيطرة المتمردين على بلدة سانجين المجاورة. وتواصلت عملية التطهير في قلعة موسى التي كانت تحولت الى مركز لتدريب"طالبان". على صعيد آخر، قتل مدني وجرح اربعة اشخاص بينهم جنديان افغانيان في عملية انتحارية نفذت باستخدام سيارة مفخخة واستهدفت قافلة للجيش الافغاني في قندهار جنوب. جاء ذلك غداة مقتل مدنيين اثنين في هجوم انتحاري مماثل استهدف قوات"الاطلسي"في بلدة بانجوايي بالولاية ذاتها، حيث قتل ايضاً جندي من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة"في ظروف غير قتالية".