قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن الوفد الإيراني "فشل" في حذف عبارات في مسودة البيان الختامي تتعلق ب"تشجيع التقدم في اصلاح قانون اجتثاث البعث"، ولم ينجح في ادخال عبارات في المادة التاسعة ل"دعم ادخال بعض الميليشيات في الجيش العراقي". وأقر كبار مساعدي وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق والثماني الكبرى والخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب ممثلي الأممالمتحدة والجامعة العربية في جلستهم الصباحية أمس، مسودة البيان الختامي بعد ادخال"تعديلات فنية"على عدد من الفقرات باستثناء الفقرة الرابعة المتعلقة بتشكيل الدول المجاورة"وحدة دعم"خاصة بالعراق بمساعدة الأممالمتحدة. وأوضحت المصادر أن الخبراء قرروا رفع هذه المسألة الى وزراء خارجية الدول المشاركة لاتخاذ قرار في صياغتها النهائية خلال الجلسة الموسعة التي ستعقد صباح اليوم، مشيرة الى ان رئيس الوفد الأميركي ديفيد ساترفيلد، مستشار الوزيرة لشؤون العراق، لم يتدخل كثيراً في النقاشات. وكان كبار الموظفين عقدوا في فندق"كونراد"جلسة لمناقشة مسودة البيان الختامي التي اقترحها الجانب التركي. وبحسب المعلومات المتوفرة ل"الحياة"فإن الوفد السوري اضاف عبارة"الهوية العربية"إلى جانب"الهوية الإسلامية"للعراق في الفقرة الأولى، ولم يفتح نقاشاً، كما فعل في مؤتمر شرم الشيخ في ايار مايو الماضي، في شأن عبارة"الفيديرالية"في الفقرة الثانية، باعتبار ان هذا الأمر أقر في مؤتمر شرم الشيخ، وباعتبار ان هناك فقرة اخرى تنص على"إعادة النظر بالدستور العراقي". لكن نقاشاً حاداً جرى حول الفقرة الرابعة التي تتضمن تقدير قيمة وأهمية العملية المستمرة لمؤتمر دول جوار العراق الموسع وإقرار تأسيس دول الجوار"وحدة دعم"في بغداد تقوم في شكل منتظم بتقويم النتائج المحققة في اجتماعات الوزراء مع الترحيب بعرض الاممالمتحدة لتقديم مصادر ل"وحدة الدعم". وعلم ان وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي أشار الى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبدى استعداده لدعم هذه"الوحدة"، وفق ما تطلبه دول جوار العراق. وأشارت المصادر الى ان معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس قدم صياغة جديدة لهذه الفقرة، بحيث باتت تستعمل عبارة"آلية دعم"بدلاً من"وحدة دعم"، ذلك على خلفية القلق السوري من وجود"آلية من دون تحديد أفق زمني لها، وكأن ازمة العراق مستعصية على الحل وستستمر الى ما لانهاية". وتابعت المصادر ان الوفد الإيراني"أيد الاطروحة السورية"، وان تنسيقاً سورياً - إيرانياً مسبقاً حصل حول هذه الفقرة، ثم تدخل الوفد المصري وأيد الموقفين، مقترحاً التنسيق بين الدول المجاورة لتقديم"ورقة مرجعية"تحدد مهمات هذه"الوحدة أو الآلية". وعندما قال عرنوس إنه"ليست لدي الصلاحيات"لإقرار هذه الفقرة، رفع الموضوع الى الوزراء. وقال عباوي ل"الحياة"إنه"لم يكن هناك خلاف على الفكرة، بل حصل حوار تفصيلي في شأنها. إنها اقتراح عراقي وحاجة عراقية وهي عبارة عن آلية لتنظيم العمل وإدارته بمساعدة دولية"، مشيراً الى أنها"أمر موقت وليس دائماً"، الأمر الذي أدى الى"ارتياح"الجانبين السوري والإيراني. ولم يثر أي من الوفود قضية ادخال عبارة"جدول انسحاب"القوات المتعددة الأطراف، كما حصل في مؤتمر شرم الشيخ عندما أقرت عبارة"إطار زمني"في مسودة البيان. وقال مسؤول سوري:"جرى حوار سوري - عراقي قبل بدء الاجتماعات، وجرى التوافق على عدم اثارة الموضوع". وقالت المصادر إن الجانب التركي كان"متعاوناً"، وانه لم يتقصد الضغط باتجاه وضع"حزب العمال الكردستاني"في جدول الأعمال، مكتفياً بالفقرة 17 التي تنص على التعاون كي لا يكون العراق"مصدراً لنشاطات إرهابية ضد الدول المجاورة". وقال عباوي:"أكدنا العمل ضد المنظمات الإرهابية من دون ذكر حزب العمال". وكان حصل نقاش حاد ايضاً حول الفقرة الثامنة، إذ طلب رئيس الوفد الإيراني حذف المقطع المتعلق ب"تشجيع التقدم في إقرار تشريعات لإصلاح قانون اجتثاث البعث وخطوات بناء لتعديل الدستور وقانون الغاز والنفط والعائدات المالية"، وإضافة عبارة في الفقرة التاسعة تتعلق ب"دمج بعض الميليشيات الجيدة في الجيش العراقي"إلى المقطع المتعلق ب"نزع سلاح الميليشيات وتفكيكها". وقالت المصادر إن الوفد العراقي قال:"ليست هناك ميليشيات جيدة وأخرى سيئة، يجب نزع سلاحها جميعاً"، مشيرة الى ان الاقتراحات الايرانية لم تلق دعماً من الحاضرين. كما اضيفت في النقاشات عبارة تحمل"الحكومة العراقية مسؤولية مع المجتمع الدولي"في مساعدة اللاجئين في الأردنوالعراق. وقالت المصادر إن اجتماعاً سيعقد صباح اليوم لدول جوار العراق مع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي قبل بدء الاجتماع الموسع.