يفيد خبراء أن حزب "العمال الكردستاني" الانفصالي التركي، يمول عملياته من خلال ابتزاز الأكراد المهاجرين في المانيا وتهريب المخدرات. وإثر المواجهات العنيفة نهاية الأسبوع الماضي بين قوميين أتراك وانفصاليين أكراد في برلين، عززت السلطات الألمانية رقابتها على الحزب المحظور منذ 1993. وقال مايكل بولي، من معهد برلين لتاريخ الشرق الأوسط وثقافته، إن حزب"العمال الكردستاني"، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية، عاد الى تفعيل نشاطه في المانيا منذ حوالي السنتين، بعد فترة من التراخي قبل ثلاث أو أربع سنوات. وافاد مكتب حماية الدستور المكلف مراقبة الجماعات الانقلابية أو المتطرفة ان"مؤتمر الشعب الكردي"، آخر تسمية"الكردستاني"في المانيا، يقتطع سنوياً مساهمات طوعية وشبه طوعية من نحو 600 ألف كردي تركي يعيشون في المانيا. ويمكن أن تصل قيمة هذه"الضريبة"الى راتب شهر، في حين يمكن أن تبلغ قيمة مساهمة رجال الأعمال آلاف اليوروات، بحسب تقرير لمكتب حماية الدستور الذي يقدر المبالغ المجموعة ب"ملايين اليوروات". وقال الناطق باسم المكتب في برلين إن"هناك ايضاً مواطن غموض لا تتيح دائماً معرفة من يساهم بشكل طوعي ومن يساهم بسبب خضوعه للابتزاز". واضاف بولي ان الأكراد المستقرين منذ سنوات في المانيا يمكن ان يتعرضوا لضغوط في حال كانت لديهم عائلات جنوب شرقي الاناضول حيث"يمكن ان تتعرض مؤسساتها للحرق في حال رفضت تمويل الحزب في المانيا". وبحسب السلطات الالمانية، فإن الحزب ضالع ايضاً في تهريب المخدرات. وأظهرت قضايا عدة تناولتها المحاكم"وجود رابط بين الكردستاني وبعض المهربين"، بحسب مسؤول الشرطة الجنائية في منطقة بريمر هولغر ميونخ. وتؤكد أجهزة الاستخبارات التركية أن حزب"العمال الكردستاني"يجني نحو 300 مليون دولار سنوياً. وانفق العام الماضي نحو 15 مليون دولار لشراء أسلحة خصوصاً في العراق. وقال النائب الألماني عن"الخضر"ذو الاصل التركي جيم ازديمير:"ان حظر حزب العمال الكردستاني ليس ذا فعالية في المانيا". ودعا نائب الماني آخر هذا الاسبوع الى طرد الأكراد والقوميين الأتراك إثر أعمال العنف بينهما في نهاية الاسبوع الماضي. وتم توقيف 14 شخصاً واصيب 18 شرطياً مساء الأحد في المانيا أثناء مشادات تلت تظاهرة تأييد للحكومة التركية تحولت الى صدامات بين قوميين أتراك وأكراد. وجرت صدامات اخرى في هايلبرون ومولهايم غرب. وقال النائب هانس بيتر أوول من"الحزب الاجتماعي المسيحي":"يجب طرد هؤلاء الناس". ويقدر مكتب حماية الدستور الألماني عدد المنخرطين في حزب"العمال الكردستاني"في المانيا ب11 ألفاً، بينهم ألف في برلين، في حين يعد اليمين التركي المتطرف أكثر من 7500 شخص. ويقطن في المانيا نحو 2.4 مليون شخص من أصول تركية بينهم 600 ألف كردي.