أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس أن الإدارة الأميركية اقترحت على إسرائيل "مقايضة" عدم طرق القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في مؤتمر انابوليس بتفكيكها البؤر الاستيطانية "غير القانونية" التي تقضي المرحلة الأولى من"خريطة الطريق الدولية" إزالتها. لكن الصحيفة نقلت عن مصدر قريب من رئيس الحكومة ايهود اولمرت استبعاده أن يقدم الأخير على إخلاء أي من هذه البؤر قبل المؤتمر"إذ لن يشعل حريقاً داخلياً ثم يسافر إلى أنابوليس"، في إشارة إلى المواقف المتشددة التي يتبناها الحزبان اليمينيان الشريكان في الائتلاف الحكومي،"إسرائيل بيتنا"و"شاس"، اللذان قد يتذرعان بهذه القضية للانسحاب من الحكومة، ما سيؤدي إلى سقوطها. في المقابل، توقع المصدر أن يطلق اولمرت عددا آخر من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ك"بادرة حسن نية"تجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. وتابعت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هايدلي طالب أركان الدولة العبرية خلال زيارته لها الأسبوع الماضي بإزالة ما يسمى"بؤراً استيطانية غير قانونية"، في إشارة إلى نحو مئة موقع استيطاني أقيمت بعد عام 2001 من دون"إذن رسمي حكومي"لكن تحت مرأى جيش الاحتلال وسمعه وبدعم من الوزارات المختلفة. ويعتبر تفكيك هذه البؤر الاستحقاق الإسرائيلي الأبرز الوارد في"خريطة الطريق"، وهو ما يطالب الفلسطينيون إسرائيل بتنفيذه في مقابل مطالبتها لهم ب"مكافحة الإرهاب وتجريد الفصائل الفلسطينية من أسلحتها". وكانت لجنة إسرائيلية عينتها الحكومة الإسرائيلية قبل أكثر من عامين قدمت تقريراً بوجود أكثر من مئة بؤرة ودعت إلى تفكيكها، لكن لم تتم إزالة أي منها حتى اليوم بل عمدت وزارة الدفاع إلى"شرعنة"غالبيتها عبر ضمها إلى"مناطق نفوذ"مستوطنات كبرى، بينما يجري وزير الدفاع الحالي ايهود باراك مفاوضات مع قادة المستوطنين على تفكيك بؤر يصعب"تبييضها"وتطالب المحكمة الإسرائيلية العليا بتفكيكها. وذكرت"هآرتس"أن هايدلي طالب المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع تسهيلات الحركة للفلسطينيين في الضفة الغربية والقيام بخطوات لتدعيم مكانة رئيس السلطة الفلسطينية"لخلق مناخ أفضل"عشية انعقاد مؤتمر أنابوليس. وزادت أن الرسالة التي حملها قضت بأنه في مقابل عدم بحث"القضايا الجوهرية"في المؤتمر يتوجب على إسرائيل مسايرة الفلسطينيين بتغيير الواقع الميداني وإخلاء البؤر الاستيطانية. وأكد أن طلبه هذا تم تنسيقه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني قولها في اجتماعات مغلقة إنه لن يكون بد أمام إسرائيل من إخلاء البؤر العشوائية"لأنه الموضوع الأول"الذي ستطالَب إسرائيل بتنفيذه وفقاً ل"خريطة الطريق". ويرى أعضاء في الطاقم الإسرائيلي المفاوض أن عدم إخلاء البؤر يشكل"ورقة مساومة"قوية في يد الفلسطينيين.