قد لا يكون اسم شختار دونيتسك كبيراً في عالم كرة القدم الاوروبية، وقلة من المتابعين تهتم بنتائجه او نجومه، لكن النادي الاوكراني سار على خطى تشلسي الانكليزي في ضخ استثمارات ضخمة في الفريق عن طريق بليونير يدرك ان باستطاعته شراء النجاحات بثروته. ما فعله رومان أبراموفيتش مع تشلسي، استطاع رينات أخمتوف فعله، وان كان بصورة مصغرة. فالرجل الذي يحتل المركز 214 في قائمة الاثرياء في العالم، منح المدرب الروماني الشهير ميرشيا لوتشيسكو 70 مليون دولار لصرفها على ضم لاعبين جدد للموسم الثاني على التوالي، والهدف ليس ضمان الفوز بالمسابقات المحلية، فشختار نجح فعلاً في فك كماشة العملاق دينامو كييف واحتكاره الدائم للدوري الاوكراني، وحالياً يتصدر مسابقة الدوري ب31 نقطة جناها من 10 انتصارات وتعادل واحد، من دون ان يتعرض لاي هزيمة، ويبتعد بفارق 9 نقاط على صاحب المركز الثاني دنيبروبيتروفيسكي، و10 نقاط عن العدو التقليدي دينامو كييف، لكن يأمل أخمتوف في البروز في مسابقة دوري ابطال اوروبا وفك النحس الملازم الذي رأى مغامرة الفريق تتوقف في المواسم الثلاثة السابقة عند دوري المجموعات، لكن هذا الموسم يبدو مختلفاً، فبعدما نجح في اقصاء سالزبورغ النمساوي في الدور التمهيدي الثالث، بقلب تخلفه خارج ارضه 0-1 الى فوز 3-1، فانه نجح في الفوز على سيلتك الاسكتلندي على ارضه 2-0، قبل ان يحقق احدى مفاجآت المرحلة الثانية بتغلبه على بنفيكا البرتغالي خارج ارضه 1-0، كاسراً عقدة الاخفاق المستمر خارج ارضه، ليدخل الجولة الثالثة ضد العملاق الايطالي ميلان، مدركاً ان خشية منافسه من الهزيمة امامه ستكون اكبر من خشيته هو امام حامل اللقب. المشكلة التي عانى منها دوماً بطل اوكرانيا، هي تحقيق النتائج الايجابية خارج ارضه، فمثلما يقول نجمه البرازيلي الجديد برانداو:"قوتنا تكمن في ارضنا لكن نقاط ضعفنا تتجلى خارج ارضنا"، لكن بعد كسر هذا الحاجز النفسي، خصوصاً انه تعمق الموسم الماضي في مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي بعدما خرج على يدي حامل اللقب اشبيلية بصورة درامية بعدما عادل الفريق الاسباني في الدقيقة الاخيرة على ارضه، وحول هزيمته 1-2 الى فوز 3-2 ايضاً في وقت قاتل خارج ارضه، في دور ال16 من هذه المسابقة، لكن المدرب الروماني لوتشيسكو بدا انه نجح اخيراً في وضع المعادلة الصحيحة لتحقيق النجاحات المأمولة، على رغم ان ماضيه التدريبي لا يشير الى ذلك، ففي موسم 1998-1999 عندما درب انتر ميلان الايطالي، فان فريقه نجح في تسجيل 25 هدفاً في 5 انتصارات على ارضه، فيما نجح في جني نقطة واحدة فقط من عدد مماثل من المباريات خارج ارضه، على رغم اعتبار رئيس النادي ماسيمو موراتي عروض الانتر"من الافضل مما شاهدته في حياتي"حينها، لكن لوتشيسكو ايضاً نال انتقادات رؤساء اندية آخرين درب فرقها، مثل روميو انكونيتاني مالك بيزا، الذي قال:"خسرنا لقاء امام الانتر 3-6 فخرج لوتشيسكو مبتسماً من قلبه ومفتخراً بتسجيل ثلاثة اهداف، فأخبرته انه دخل في مرمانا ستة اهداف، وهذا امر كارثي". لكن عقلية لوتشيسكو في اللعب الهجومي لن تتغير، مثلما آمال اخمتوف في البروز في دوري الكبار لن تختفي، وستبقى ملايينه تنفق على تعزيز خطوط شختار دونيتسك، حتى يصبح اكثر من مجرد فريق مكمل للعدد، او حصان اسود... الهدف ان يصبح فريقاً ضمن النخبة حتى ان لم يتوج هذا الموسم.