شبان يبحثون عن مساحات للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ومواقفهم تجاه ما يحدث من حولهم في الحياة. يريدون أن ينفصلوا عن عالمهم الحقيقي فاتجهوا إلى العالم الافتراضي، وأنشأوا علاقات اجتماعية ومجموعات تنادي بما يؤمنون به. وفي عالم يزداد ارتباطاً بالشبكات الاجتماعية وفضائها الافتراضي تمكن أحد أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية على الانترنت"فايس بوك"، أن يستحوذ اهتمام الملايين من مستخدميه حول العالم في غضون سنوات. واحتلت مصر المركز الرابع من حيث عدد المتصفحين ومعظمهم من طلبة المدارس والجامعات والشباب. يقول شريف 28 سنة في حديثه عن شريحة كبيرة من الشباب المصري، أنهم يهربون من واقعهم الى"فايس بوك"ليعبروا عن أنفسهم. ولم يعد شريف الذي يعمل في احدى الشركات الخاصة كعادته بعد أن أصبح عضواً في الموقع ، يشرب القهوة مع زملائه في العمل ويتصفح الجرائد ويتناقش معهم في أمور الحياة، لأنه يستطيع فعل كل هذا بمجرد دخوله إلى صفحته الخاصة عبر الموقع الذي يتيح له التواصل مع زملائه في العمل وأصدقاء الطفولة. ويكمن سر نجاح"فايس بوك"في نظر شريف بأن المستخدم يملك مطلق الحرية في انتقاء الأصدقاء ورفضهم أوالكتابة والتعليق بكل حرية على كل ما يريد من دون رقيب. فلدى كل شخص في"فايس بوك"جريدته الصغيرة والمكونة من صفحة واحدة يحررها كما يشاء ويكتب فيها ما يحلو له. فعمرو مثلاً مغرم بصوره الشخصية ويتباهى بها أمام فتيات الموقع ويعبر عن ذاته بكل حرية بعيداً من الواقع الذي يعيش فيه محروماً من الخصوصية لكثرة أفراد عائلته. ويصف الطالب الجامعي"فايس بوك"بأنه مرآته التي يتواصل من خلالها مع أصدقائه. ولأن عمرو من محبي الطرب والموسيقى استطاع أن ينضم الى مجموعة"محبي الغيتار". وفكرة هذه الجماعات أو التجمعات على الموقع ، لا تقتصر فقط على الهوايات والاهتمامات المشتركة. فهناك تجمعات لمحبي الفن والكتابة مثل مجموعة محبي سعاد حسني أو أحمد فؤاد نجم ، إضافة إلى مجموعات متضامنة تعبر عن رأي الشارع ووجهات النظر المختلفة المتعلقة بالمستجدات التي تطرأ على المجتمع المصري بدءاً من الأحداث المحلية وانتهاء بالأحداث العالمية إلى جانب القضايا الدينية والسياسية المهمة.