تنظم مكتبة الإسكندرية، في الفترة من 23 الشهر الحالي وحتى 20 الشهر المقبل معرضاً عن جائزة الأغا خان الدولية للعمارة، التي حصلت عليها المكتبة في دورة 2004، بمناسبة مرور 25 سنة على الجائزة. يفتتح المعرض، الذي يأتي كذلك في إطار احتفالات مكتبة الإسكندرية بمرور خمس سنوات على افتتاحها، والذي يضم صوراً ونماذج للأعمال التي حصلت على جائزة الأغا خان خلال ال25 سنة الماضية، الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية والأمير كريم الحسيني أغا خان الرابع مؤسس الجائزة. وقال سراج الدين"إن الرسائل الشاملة من جائزة الأغا خان للعمارة هي التأكيد على أن التأصيل والتجديد وجهان لنفس العملة في كل عمل معماري ممتاز جدير بالتقدير"، مشيراً إلى أن المثقفين في العالم الإسلامي يؤمنون بالدور الذي يمكن أن تلعبه العمارة في عملية صناعة وتشكيل الهوية المعاصرة بالسلب أو الإيجاب. وأضاف أن أحد الإنجازات التي حققتها الجائزة أنها لم تقف عند حد تقييم الإبداع والإضافة في المبنى المعماري الجديد، بل قدرت جهود من صانوا التراث، وبصفة خاصة من تصدوا لمعالجة مشاكل مأوى الفقراء في الريف والحضر والتداعيات العمرانية للعشوائيات في المدن الكبيرة. ويحوي المعرض عدداً من المشروعات المعمارية السعودية الفائزة بجائزة الأغا خان الدولية للعمارة، إذ حصل مشروع فندق الإنتركونتننتال ومركز المؤتمرات في مكة على الجائزة خلال دورتها الأولى في الفترة من 1978 - 1980. واستندت لجنة التحكيم في حيثيات قرارها اختيار مشروع الإنتركونتننتال ومركز المؤتمرات، على كونه دمج بين التقنيات الحديثة والأنماط الوظيفية العملية والفعالة مع التزامه بالسياق الثقافي الإسلامي. ولم تغب المملكة عن جوائز الدورة الثانية 1981 - 1983، فقد فاز بها مشروع محطة الحج بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة لتصميمه الرائع والمبتكر، وللفكرة المتميزة التي تمثلت في بناء سطح القاعة الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، والمصمم على هيئة مجموعة من رؤوس الخيام المتجاورة على امتداد 42.5 هكتار، بأسلوب مليء بالتحدي مكّن من تغطية هذه المساحة الشاسعة بالكامل بجمال ورشاقة متناهية. وفي الدورة الرابعة 1987 - 1989، حصلت ثلاثة مشاريع على الجائزة، وهي: مسجد الكورنيش في جدة، ومبنى وزارة الخارجية في الرياض، ومشروع تنسيق المواقع والبلوك الثالث بالحي الديبلوماسي في العاصمة. أما في الدورة السادسة 1993 - 1995، فقد فاز مشروع الجامع الكبير بالرياض وتطوير وسط المدينة القديمة، والذي يعد من المشروعات الهامة التي اضطلعت بها المملكة. ومثّل المشروع إنعاشاً لوسط مدينة الرياض التاريخي وبديلاً عمرانياً قوياً أجاد إدخال مفردات العمارة المحلية والنمط التقليدي للعلاقات بين العناصر العمرانية في المباني الحديثة. وتمكن المشروع من التغلب على المشكلة التي حدثت بسبب اتساع مساحة مدينة الرياض بما يعادل مائة ضعف منذ عام 1810، إلى جانب تزايد عدد سكانها، مما أدى إلى الإضرار بنمط البناء التقليدي لمنطقة نجد السعودية. أخيراً، فإن قصر الطويق في الرياض، الذي حصل على الجائزة في الدورة السابعة، تم اختياره من قبل لجنة التحكيم للطرح الجديد الذي قدمه وهو المواجهة الجريئة بين التقاليد والأرض الطبيعية والتكنولوجيا المتقدمة. وقصر الطويق، الذي يقع على هضبة كلسية تبرز باتجاه وادي حنيفة والصحراء، هو المركز الترفيهي للحي الديبلوماسي في العاصمة. يذكر أن الأمير كريم أغا خان كان قد أسس جائزة العمارة سنة كجزء من وثيقة الأغا خان للثقافة التي تنسق النشاطات الثقافية لشبكة الأغا خان للتنمية، ويتم منحها كل ثلاث سنوات لعدد من المشاريع في البلدان الإسلامية بهدف تشجيع المبادرات التنموية والمعمارية في المجتمعات الإسلامية من أجل ربط العالم الإسلامي المعاصر بماضيه المجيد. وفاز عدد من المشاريع من عدة دول عربية وإسلامية ومؤسسات في دول غربية كمعهد العالم العربي في باريس، خلال ال25 سنة الفائتة. فمن مصر حصل عليها: مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، ومشروع ترميم درب قرمز، وعمران منطقة الإسماعيلية، وحديقة الأطفال الثقافية، ومتحف النوبة، وبيت الحلاوة، وأخيراً مكتبة الإسكندرية. وفي حيثيات قرارها لاختيار مكتبة الإسكندرية في دورة 2004، ذكرت لجنة التحكيم أن المبنى يظهر طريقة مبتكرة لتصميم ووضع شكل ضخم ورمزي في أحد أهم الواجهات البحرية في العالم، بدءاً بفكرته، ومروراً بالمسابقة الدولية لتصميمه، وحتى تصميمه وإنشائه بواسطة عدة شركات عالمية، وكذلك في إدارته الحالية. وأضافت لجنة التحكيم أن مبنى المكتبة مبتكر على نحو ملحوظ من الناحيتين المعمارية والإنشائية، كما يستجيب بحساسية لطيف واسع من القضايا، بما في ذلك السياسة والدين والثقافة والتاريخ، بالإضافة إلى استخدام تقنيات متقدمة لاحتواء التحديات الكبرى التي تنشأ بالضرورة مع إنشاء مشروع كبير الحجم كهذا بالقرب من حافة الماء وضمن محيط حضري والتعامل معها. ولم تقتصر المشاريع الفائزة بالجائزة على الدول العربية فقط، وإنما حصلت عليها مجموعة من المشاريع النابعة والمعبرة عن الاحترام للتراث المعماري الإسلامي، في دول أفريقية وآسيوية وأوروبية، وهي: السنغال، ومالي، وبوركينافاسو، وغينيا، والنيجر، وتركيا، ويوغوسلافيا، والبوسنة والهرسك، وفرنسا، وإيران، وبنغلاديش، والهند، وباكستان، وأوزباكستان، وإندونيسيا، وماليزيا.