صعدت واشنطن لهجتها ضد ايران أمس واعتبرتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس"التحدي الأكبر والأوحد"للأمن الأميركي مهددة طهران"بعواقب ديبلوماسية جدية"من دون ازاحة الخيار العسكري عن الطاولة لردعها عن"التسلح النووي"، كما انتقدت الدور الايراني الأوسع في المنطقة وشددت على"اصرار"الادارة الأميركية على"ملاحقتها عسكرياً في العراق"وعلى القضاء على"انشطتها الخبيثة"فيه. وقالت"من المهم أن تعرف طهران أن الايرانيين لن يكونوا في مأمن في العراق في حال استكمال هذه النشاطات"، مشيرة الى أن ايران تنتهك القرارين 1701 و1747 في تسليح"حزب الله"وأن واشنطن ستدرس مع حلفائها الدوليين، خصوصا فرنسا وبريطانيا، في مجلس الأمن الدولي لمعاقبة التصرف الايراني. راجع ص 2 و4 ودعت رايس حكومة نوري المالكي الى القيام بمزيد من الجهود على المستوى السياسي وأكدت أن التدخل التركي في شمال العراق"لن يساعد"في حل الأزمة مع"حزب العمال الكردستاني". وأكدت رايس، في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب أمس، أن"السياسات الايرانية هي ربما هي التحدي الأمني الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة وحول العالم"بسبب"مزيج خطير جداً يجمع الارهاب الايراني وسياسة الاضطهاد"التي يتبناها النظام في طهران و"سعيه للحصول على تكنولوجيا التسلح النووي"و"طموحاته التوسعية في العراق ولبنان أفغانستان والأراضي الفلسطينية". وأشارت الى أن أحد بنود مواجهة ايران هو في تعزيز القدرة الدفاعية"لحلفاء واشنطن التقليديين في الخليج"، ودعم"الدول المسؤولة والمعتدلة في المنطقة". الا أنها أوضحت أن"هذه الخطوات غير كافية"ما"دفع الرئيس بوش للتوجه الى القيادة العسكرية الأميركية في العراق كي تتحرك لملاحقة وكلاء ايران هناك وقيامهم بأنشطة تستهدف قواتنا ومدنيين عراقيين". وأكدت الوزيرة أن هذه الخطوات ستستكمل لوقف الدعم الايراني لميليشيات عراقية"خصوصا في الجنوب"، لأنه"من المهم على ايران أن تعرف أن الايرانيين لن يكونوا في مأمن في العراق في حال استكمال هذه الأنشطة". وأبدت رايس قلقا من الأزمة التركية - العراقية وقالت ان واشنطن"لا ترى أن أي عمل عسكري تركي على الحدود أو في شمال العراق سيُساعد في حل الأزمة". وتطرقت رايس الى عملية السلام، فأكدت أن مؤتمر السلام سيُعقد قبل نهاية العام في أنابوليس ولاية ماريلاند وشددت على ضرورة بناء دولة فلسطنينية ودعم المعتدلين في المنطقة. كما أعادت تأكيدها دعم الحكومة اللبنانية وجهودها في اتمام الانتخابات الرئاسية وأكدت أن ايران تنتهك القرارين 1701 و1747 في تسليح"حزب الله"وأن واشنطن ستدرس مع حلفائها الدوليين، خصوصا فرنسا وبريطانيا، في مجلس الأمن الدولي لمعاقبة التصرف الايراني. ومع توقع وصول وفد عراقي الى انقرة اليوم برئاسة وزير الامن الوطني شروان الوائلي واعلان مسؤول كبير في وزارة الخارجية التركية ان الرئيس العراقي جلال طالباني وافق على تسليم مطلوبين من"الكردستاني"الى انقرة، نفى الرئيس طالباني انه ابلغ وزير الخارجية التركي علي باباجان بأن بغداد قد توافق على تسليم زعماء المتمردين الاكراد المختبئين في شمال العراق. وقال في بيان"لقد أكدنا مرارا وتكرارا أن قادة حزب العمال الكردستاني غير موجودين في المدن الكردية العراقية بل يعيشون مع مقاتليهم في جبال قنديل الوعرة لذلك ليس من الممكن اعتقالهم ناهيك عن تسليمهم الى تركيا". وكانت الطائرات التركية اغارت على مواقع داخل العمق العراقي كما تقدمت قوات تركية الى مناطق كردية في العراق على مدى ال72 ساعة الماضية لكن الغارات اقتصرت امس على منطقة الحدود. ووصف مسؤول كبير في الخارجية التركية المحادثات المقررة في أنقرة اليوم بأنها"الفرصة الاخيرة"أمام الديبلوماسية في وقت يسعى فيه البلدان لتحاشي حدوث اجتياح عسكري تركي كبير لسحق المتمردين في شمال العراق. من جهة اخرى، افاد تقرير رسمي صادر عن مكتب الموازنة في الكونغرس ونشر امس الاربعاء ان الكلفة الاجمالية للحرب في العراق وافغانستان قد تصل الى 2400 بليون دولار بحلول السنة 2017. وقد تصل النفقات الى 1700 بليون دولار تُضاف اليها 705 بلايين دولار لدفع فوائد القروض التي ستتعاقد في شانها الحكومة الاميركية من الآن وحتى 2017.