اعلنت قاعدة كامب بندلتون كاليفورنيا ان ضابطاً وجندياً في مشاة البحرية الاميركية المارينز أحيلا الى محكمة عسكرية لدورهما في قضية مقتل مدنيين عراقيين في حديثة 260 كلم غرب بغداد قبل عامين. والرجلان هما أول عسكريين يحالان الى محاكمة عسكرية في محاكمة فقدت بعض قوة الدفع مع شطب اتهامات ضد أربعة عسكريين منذ أن بدأت في كانون الاول ديسمبر الماضي. وقال المصدر ان اللفتنانت كولونيل جيفري شيساني، الذي كان قائد وحدة"المارينز"في القرية عندما حصلت المجزرة التي ذهب ضحيتها 24 قتيلاً، اتهم"بالتقصير في القيام بواجبه كضابط ... والامتناع عن تنفيذ أمر قانوني". وشيساني متهم بعدم نقل وقائع ما جرى بدقة الى رؤسائه وعدم اجراء تحقيق في الحادثة التي كشفتها مجلة"تايم"مما ارغم الجيش على فتح تحقيقين داخليين أسفر احدهما عن اجراءات قضائية. وكان شيساني، وهو اعلى ضابط في المارينز يحاكم في هذه القضية، مثل امام القضاء في جلسات تمهيدية في ايار مايو وحزيران يونيو الماضيين في كامب بندلتون 130 كلم جنوب لوس انجليس اكبر قاعدة للمارينز في العالم. وسيمثل الكابورال ستيفن بي. تاتوم امام محكمة عسكرية بتهمة"القتل غير المتعمد وتعريض حياة اخرين للخطر والاعتداء في ظروف مشددة". ووجهت اليه في السابق تهمة القتل بسبب الاهمال لكن تم اسقاط هاتين التهمتين في ما بعد. واوضح المصدر ان قرار احالة العسكريين الى محكمة عسكرية اتخذه الجنرال جيمس ماتيس، قائد كامب بندلتون. ويمكن ان يحكم على شيساني بالسجن مع النفاذ ثلاثة اعوام في حال ادين في هذه القضية. اما العقوبة التي قد يواجهها تاتوم فلا يمكن تحديدها حالياً. وكان عسكري اميركي يشارك في دورية قتل في 19 تشرين الثاني نوفمبر 2005 في انفجار قنبلة يدوية الصنع في حديثة. ويؤكد محامو جنود المارينز ان متمردين كانوا يختبئون في منازل لمدنيين بدأوا باطلاق النار على الدورية مما ادى الى معركة وقعت وفق قواعد الاشتباك التي حددتها القيادة العليا. لكن القرار الاتهامي اوضح انه لم يكن هناك متمردون، وان العسكريين قاموا بعمليات القتل لمدة ثلاث ساعات انتقاما لرفيقهم، فقتلوا 24 شخصاً، بينهم خمسة كانوا في سيارة اجرة في الحي. وبين الضحايا عشرة اطفال ونساء قتلوا عن كثب. ووفقا للشهادة التي جرى الاستماع لها كان تاتوم أحد مشاة البحرية الذين أجازوا قتل الناس في منزلين. وقال المجند هومبرتو مندوزا في آب أغسطس ان تاتوم طلب منه اطلاق النيران على مجموعة من النساء والاطفال عثر عليهم على فراش في غرفة مغلقة. وكانت التهمة وجهت الى اربعة جنود من المارينز لمشاركتهم في قتل العراقيين واربعة ضباط لامتناعهم عن اجراء تحقيقات في الحادث. لكن لم يتهم بالقتل سوى السرجنت فرانك ووتريش، الذي أعلن محاميه في الرابع من الشهر الجاري ان الضابط الذي يتولى التحقيق اوصى بالتخلي عن تهمة القتل وجعلها تهمة التسبب بالقتل بسبب الاهمال. اما بين الضباط، فسيمثل اللفتنانت اندرو غرايسون في جلسة تمهيدية امام المحكمة. وفي اطار القضية نفسها، وجه تأنيب الى جنرال اميركي وضابطين في المارينز من دون ملاحقة قضائية. على صعيد آخر، قدم جندي ماليزي يخدم في الجيش الاميركي شكوى الى القضاء للحصول على وضع"معترض وجداني"مؤكدا ان ديانته تمنعه من القتال، حسب ما اعلنت منظمة للدفاع عن الحقوق الدستورية الجمعة. وكان كالفين لي شي كيونغ 26 عاماً، وهو تقني، التحق بالجيش الاميركي عام 2004 لفترة ثلاث سنوات. وعند التحاقه بالجيش، قيل له انه لن يقاتل لان الديانة البوذية تمنع عليه القتال. ولكن لي علم نهاية 2006 ان وحدته المتمركزة حاليا في فورت ايروين في صحراء كاليفورنيا ستنتشر في العراق وان عقده سيمدد. قدم طلبا للحصول على وضع معترض وجداني ولكن الجيش رفض طلبه. وقرر مركز الحقوق الدستورية نقل القضية الى قاض فيديرالي في لوس انجليس. وفي لندن اطلقت مجموعة من العائلات العراقية الجمعة حملة قانونية للمطالبة بالتحقيق في مزاعم بأن جنودا بريطانيين اساؤوا معاملة اقارب لهم في العراق. وقدمت المجموعة اوراقا للمحكمة العليا في لندن تضمنت افادات شهود عيان وشهادات وفاة وصور فيديو لجثث ليطلع عليها احد القضاة قبل ان يقرر ما اذا كانت تشكل دليلا كافيا لعقد جلسة استماع كاملة. وقد يجبر القضاة الحكومة على فتح تحقيق مستقل. فيما تنفي وزارة الدفاع باستمرار ان يكون الجنود البريطانيون ارتكبوا اي انتهاكات.