سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعماء العشائر السنية يرفضون"رفضاً قاطعاً"دعوة عمار الحكيم الى تطبيق الفيديرالية . واشنطن تطالب أنقرة ب "ضبط النفس" وبغداد تناشدها السعي الى حل ديبلوماسي
فشل عمار الحكيم، نجل زعيم "المجلس الاسلامي الاعلى"، عبدالعزيز الحكيم، في اقناع زعماء العشائر السنية بالإسراع في إقامة الاقاليم الفيديرالية في العراق، اذ أبلغه"مجلس صحوة الأنبار"المكون من هؤلاء الزعماء رفض الفيديرالية"جملة وتفصيلاً". على صعيد آخر، انتهت الحكومة التركية من إعداد مذكرة، ستحيلها على البرلمان، تطلب فيها السماح للجيش بالتوغل في شمال العراق، خلال فترة سنة كاملة، لمطاردة مقاتلي"حزب العمال الكردستاني"المتمركزين هناك، وأكدت أن هدف أي عملية سينحصر بهذا الحزب فقط من دون أكراد العراق، الذين وصفتهم بأنهم"إخوة"الشعب التركي. وأعلنت أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وصل الى أنقرة أمس، للاطلاع على مطالبها وتدارك الأزمة. في غضون ذلك قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ انها ناشدت تركيا السعي لايجاد حل ديبلوماسي للمشكلة، فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله ان واشنطن طالبتها ب"ضبط النفس"لتفادي الفوضى في شمال العراق. في الأنبار، قال الشيخ علي الحاتم رئيس"مجلس عموم العشائر العربية والعراقية"، الجناح السياسي ل"مجلس صحوة الانبار"ل"الحياة"ان"الشيخ احمد ابو ريشة زعيم صحوة العراق لا يستطيع اتخاذ اي قرار من دون الرجوع الى الاقطاب الرئيسيين"، موضحاً ان"دعوة"المجلس الاسلامي الأعلى"الى الاسراع بتطبيق الفيديرالية في البلاد"أمر مرفوض ولا يمكن طرحه في الوقت الحاضر، لأن فقرات الدستور التي تنص على الفيديرالية أقرها الجانب الاميركي ولم يقرها العراقيون". وأضاف أن"مجلس صحوة الأنبار يرفض المشروع جملة وتفصيلاً". لكن القيادي في"المجلس الاسلامي الأعلى"النائب حميد معلة، أكد أن"مجلس صحوة الانبار كان ايجابياً إزاء دعوة عمار الحكيم". وقال ل"الحياة"ان"الشيخ احمد ابو ريشة لم يرفض الدعوة ولم يعلن تأييده لها بشكل واضح، لكنه أكد انه مع الدستور". ولفت الى ان"زيارة الحكيم لأبو ريشة جاءت في اطار تعزيز الوحدة واللحمة بين أطياف الشعب العراقي، ولتأكيد أن الفيديرالية هي الحل الوحيد لخروج البلاد من الازمة التي تمر بها". الى ذلك، نفى حزب الحكيم في بيان"أي علاقة"بين دعوته للاسراع بتطبيق الفيديرالية وقرار الكونغرس الاميركي الخاص بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات. وأوضح البيان أن"الفيديرالية وانشاء الاقاليم حق دستوري وطبيعي للشعب العراقي، وهي حقيقة موضوعية تتحرك على الارض العراقية، متمثلة في اقليم كردستان وتنطلق من إرادة ومصالح عراقية". وكان التيار الصدري انتقد موقف الحكيم وإصراره على تطبيق الفيديرالية، وقال صلاح العبيدي، المسؤول الاعلامي في مكتب الصدر في النجف ان"التصريحات الداعية الى التعجيل بتشكيل اقليم الجنوب تأتي لمغازلة الاميركيين في تقسيم العراق"، موضحاً ان"الاصرار على تطبيق مبدأ الفيديرالية في هذه المرحلة سيؤدي الى التقسيم". يذكر ان الحكيم كان قد دعا أمام جمع غفير من المشاركين في صلاة عيد الفطر في بغداد الى"المضي في تطبيق النظام الفيديرالي بدءاً من اقليم جنوببغداد"الذي يضم المحافظات ذات الغالبية الشيعية، وشدد على ان"النظام الفيديرالي وسيلة من وسائل تحقيق وحدة البلاد أرضاً وشعباً وحكومة". تزامن ذلك مع مطالبة حكومة إقليم كردستان القوات الأميركية والعراقية بالدفاع عنه في حال هجوم تركي محتمل، وألقت بالمسؤولية عن تفاقم الأزمة مع أنقرة، على اتفاق أمني وقعه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الجانب التركي الشهر الماضي. وفي أنقرة، قال جميل تشيتشك، نائب رئيس الوزراء التركي لدى الخروج من اجتماع للحكومة إنها قررت"إرسال المذكرة اليوم الى البرلمان"، وتوقع التصويت عليها في بحر الاسبوع. وشدد على أن تركيا تأمل في أن لا تضطر للجوء إلى العمل العسكري. وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أبدى الأسبوع الماضي استعداده لمواجهة الانتقادات الدولية في حال قررت بلاده مهاجمة قواعد المتمردين في العراق. إلا أن الجنرال ارجين سايغون، مساعد رئيس هيئة الأركان أكد أن من السابق لأوانه الحديث عن نطاق عملية عسكرية أو توقيتها، قبل الحصول على تفويض حكومي. ولمح الى استبعاده العملية هذا الخريف، وقال:"سنأخذ في الاعتبار الفصل من السنة وجوانب أخرى، لكن من المبكر جداً حسم أي شيء الآن". جاء ذلك في حين أكدت مصادر عسكرية عراقية توقف القصف المدفعي التركي على مواقع"حزب العمال الكردستاني"في شمال العراق. أمنياً، تعرضت القوات البولندية لهجمات متناسقة بالأسلحة الرشاشة والقذائف، في مدينة الديوانية جنوبالعراق، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة جنديين بولنديين بجروح طفيفة وإلحاق أضرار بمروحية بولندية، وفقاً للناطق باسم هذه القوات اللفتنانت - كولونيل فلوديك غلوغوفسكي. ونشر مسلحون ينتمون الى"كتائب الإمام الحسين"و"كتائب الامام موسى الكاظم"شريط فيديو هددوا فيه القوات البولندية المتحالفة مع"الشيطان أميركا"بمزيد من الهجمات على مصالحها، ولا سيما الديبلوماسية اذا لم ترحل عن العراق.