توقع السياسي الكردي محمود عثمان وزعيم جبهة "التوافق" السنّية انهيار حكومة نوري المالكي قريباً. لكن النائب عن كتلة "الائتلاف" القيادي في حزب "الدعوة" علي الأديب قلل من أهمية هذا التوقع، وأهمية التصريحات التي أدلى بها المالكي قبل يومين قال فيها إنه قد يتنحى عن السلطة بعد تشكيل التحالف السياسي الجديد المزمع اقامته بين عدد من الأحزاب، بينها"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"و"الحزب الاسلامي"و"الكتلة الكردية". وقال ل"الحياة"إن"تصريحات المالكي ناتجة عن الضغوط السياسية التي يتعرض لها من ممثلي الكيانات المشاركة في العملية السياسية". وزاد ان"صعوبة التوليف بين الفرقاء السياسيين كانت سبباً آخر وراء تصريحاته، وربما أطلقها للضغط على القوات الأميركية لتوسيع صلاحياته، لكنها ليست بالضرورة رغبة حقيقية بالتنصل من الحكومة". وأشار الى أن"الانسحاب من الحكومة لا يمكن ان يتخذ بقرار فردي، بل لا بد من اجماع المكونات السياسية عليه، مثلما أجمعت على تنصيب المالكي"، موضحاً أن الأخير"تمنى ان يعفى من مهمته، وهذا لا يعني انه مصر على التخلي عن منصبه، ما أراده هو ايصال معاناته إلى الشعب والى زعماء واعضاء الكتل النيابية والبرلمانية"، لافتاً الى أن"التكتل السياسي الجديد لا يمكن تشكيله او تحقيقه لانعدام أرضيته ولتباين آراء اعضائه وعدم اتفاقهم". لكن زعيم جبهة"التوافق"السنّية عدنان الدليمي توقع أن تستقيل حكومة المالكي قريبا. وقال في تصريح الى"الحياة"إن"طريقة تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وما صاحبها من تكريس للطائفية وانزعاج عربي ودولي يرسم نهاية سريعة لحكومة المالكي التي فشلت في تحقيق أي من التزاماتها. ورأى النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي وهو قيادي في التيار الصدري، ان"المالكي لم يكن مستعداً لتحمل المسؤولية". أما النائب عن كتلته"التحالف الكردستاني"محمود عثمان فتوقع"انهيار الحكومة"، وقال ل"الحياة"إن"الاخفاقات والفشل المتلاحق الذي وقعت فيه حكومة المالكي منذ تشكيلها حتى الآن لا يدعو الى التفاؤل، واستمرارها لأربعة أشهر لاحقة سيكون معجزة سياسية"، مشيراً إلى أن أداء الحكومة"ضعيف وسيئ، الى جانب المشاكل الكثيرة التي يمر بها العراق بسبب هذا الضعف، لا سيما في الجانب الأمني". وزاد:"لعلها رسالة واضحة الى الحكومة الأميركية والميليشيات على وجه الخصوص". وعن الخيار البديل الذي يمكن من خلال تجاوز اخفاقات الحكومة، أكد عثمان أن"لا بديل في الوقت الحاضر لانقاذ الوضع، والحل الوحيد يكمن في التشاور السياسي بين الكتل والوصول الى رؤية مشتركة حول الأزمة قبل الوصول الى مرحلة الانهيار". واعتبر رضا جواد تقي عضو كتلة"الائتلاف"الناطق باسم"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، تصريحات المالكي بمثابة"الزوبعة الإعلامية". وقال إن"المجلس يدعم رئيس الوزراء بشكل كبير ولن يسمح باسقاط حكومته"، موضحاً أن تصريحاته"تهدف الى توجيه رسالة الى جهات سياسية بعينها، ولا تعبر بالضرورة عن رغبته بالتنحي".