أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر "باريس -3"، أن "لبنان مهم جداً لنا، وهو أحد أصدقائنا، ونحن نساهم كثيراً في ازدهاره وفي رفاهه الاقتصادي والعام، وعندما طرحت فكرة عقد هذا المؤتمر في ايلول سبتمبر من العام 2005 اجتمع مشاركون من دول ومؤسسات دولية عدة في الاممالمتحدة، كي يؤكدوا دعمهم للحكومة اللبنانية التي كانت حديثة العهد، وأكدوا كل جهودهم لمساعدة لبنان على الخروج من حربه الاهلية". ورأى"أن الحرب التي دارت بين"حزب الله"واسرائيل جعلت هذا المؤتمر ضرورياً، وضرورة ملحة أكثر عما كان عليه عندما أقترح في المرة الاولى، هذا الاعتداء الاسرائيلي قد دمر البنى التحتية اللبنانية، وقد كان له أيضاً آثار مدمرة عانى منها لبنان كثيراً، لذلك من الضروري ان نعمل في شكل فوري على اعادة اعمار البلاد وتأكيد المصالحة الوطنية بهدف تعزيز الاستقرار والتقدم المستمر"، معتبراً أن"الشعب اللبناني مصمم على اعادة الاعمار، والاممالمتحدة، وكل الجهود التي بذلتها تجعلني فخوراً بكل العمل الكبير والمساعدات التي قدمتها المؤسسات الدولية للبنان". وأشار الى"أن قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان عززت وقف اطلاق النار، وما زالت تساعد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني في مهمات عدة، اليوم تتركز جهودنا على رفع الآثار والعوائق التي تعترض طريق اعادة الاعمار في لبنان". وقال ان حجم الدين اللبناني"الذي يشكل مئة وثمانين في المئة من اجمالي الناتج المحلي يشكل تحدياً كبيراً، ولا يمكننا رفع هذا التحدي بطريقة عادية، فمؤخراً وضعت الحكومة اللبنانية مجموعة من الاصلاحات المالية والاقتصادية والهيكلية، ولا شك في أن هذا البرنامج يهدف الى تخفيض مستوى العجز وتعزيز النمو والى خلق فرص عمل جديدة، لقد سررت ايضاً بالملاحظة أن هذا البرنامج يؤكد التزام لبنان والحكومة اللبنانية بتطبيق أهداف التنمية للألفية". ودعا الأسرة الدولية الى"الاستجابة بكل السخاء مع هذا البرنامج، وفي الوقت نفسه فإن نجاح مؤتمر"باريس -3"لن يقاس فقط بحجم المساهمات الدولية، ولكنه سوف يقاس ايضاً بتطبيق الاصلاحات لذلك اشجع كل اللبنانيين على بدء عملية المشاورات لتحقيق اجماع وطني حول هذه الاصلاحات الملحة". وشدد الامين العام على"أن الشعب اللبناني، شعب رحب المبادرة، ولكنه عانى من ظروف مأسوية، والآن كل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي عانى منها لبنان قد دفعت بالشباب اللبناني الذي يزخر بالكفاءات والمهارات والمواهب الى الهجرة وقد أثر ذلك سلباً على القطاع الخاص، وان استمرت هذه الظاهرة سوف تقوض فرص التقدم، لذلك أعتقد بأن هذا المؤتمر يمكنه ان يوقف هذه الهجرة ويمكنه ان يؤكد لكل اللبنانيين أن لبنان قادر على ان ينعم بالاستقرار المرجو". وأضاف بان:"نحن نريد أيضاً تدعيم الاستقرار السياسي من خلال دعمنا بالاستقرار الاقتصادي لذلك، ادعو كل جيران لبنان الى احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدته". واضاف:" ويمكن للديموقراطية اللبنانية ان تزدهر فقط ان كان القادة اللبنانيون احراراً في قرارهم بعيداً من كل تدخل خارجي، وفي شكل عام أحض كل الأطراف وكل الطوائف اللبنانية على بدء حوار فعال وبناء، والى عدم اللجوء الى العنف، يمكننا ان نحل المشاكل اللبنانية فقط ان يتضامن الشعب اللبناني، وان بدء عملية الحوار هي الأمل الوحيد في الاستقرار الذي يكمن في الحوار الوطني وفي المصالحة الوطنية الحرة". وقال:"لقد عاشت الطوائف اللبنانية حروباً مريرة ومأسوية زادت وعززت وكرست القسمة في لبنان، وحده الحوار يمكنه ان يخدم الشعب اللبناني. اليوم الشعب اللبناني يقف عند مفترق طرق وهذا من شأنه ان يقرر مستقبل لبنان وان يقرر ايضاً فرص وآفاق السلام في المنطقة وفي الشرق الاوسط، لذلك أحض كل اللبنانيين وأدعوهم الى التعاون من دون استثناء لأجل تعزيز اقتصادهم، وهذا من شأنه ان يعمل على بناء دولة مستقلة في لبنان". وختم بالقول:"انني أدعو الأسرة الدولية الى دعم الجهود التي يبذلها لبنان والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ستواصل عملها ودورها".