سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر "باريس 3" يفتتح اليوم بمشاركة 40 بلداً ومؤسسات دولية . شيراك استمع الى عرض سياسي من السنيورة ومالي من سلامة وأبلغ الوفد اللبناني نية بلاده المساهمة بنصف بليون يورو
أبلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان فرنسا ستقدم للبنان قرضاً بقيمة 500 مليون يورو بشروط ميسرة جداً، بحسب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون. وقال بونافون اثر الغداء الذي أقامه شيراك على شرف السنيورة والوزراء المرافقين له: الاتصالات مروان حمادة، الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، المالية جهاد أزعور، والاقتصاد سامي حداد، وحاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة ومستشار الرئيس السنيورة محمد شطح والسفير اللبناني الجديد في فرنسا بطرس عساكر، إن"هذه المساهمة المهمة لدعم لبنان تعبّر عن صداقة عميقة وتضامن وثقة بين فرنساولبنان وجميع اللبنانيين". وعبّر شيراك عن أمله في ان تدعم الدول الأربعون المشاركة والمؤسسات المالية الدولية، بمساهمة مهمة"لأن عدم الدعم والمساعدة كلفته تكون أكبر بكثير من الالتزام بدعم لبنان". كما عبّر شيراك عن امله في ان"تسود روح الوحدة والحوار في لبنان عبر احترام المؤسسات الشرعية المنبثقة من انتخابات ديموقراطية". وعلمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع على ما دار خلال الغداء الذي حضره من الجانب الفرنسي وزراء: الخارجية فيليب دوست بلازي والمال تييري بروتون ومستشارا الرئيس ديني بونسي وموريس غوردو مونتاني والسفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه، ان شيراك استمع خلال الغداء الى عرض السنيورة حول الوضع السياسي في لبنان، وعما حصل اول من امس فيه، وشكر السنيورة شيراك على مساعدته للبنان. وقال شيراك إن للمعارضة الحق بالاعتراض ولكن بالوسائل الديموقراطية وليس في الشارع إذا ارادت ان تكون بنّاءة، معتبراً الحكومة اللبنانية شرعية ومنبثقة من انتخابات حرة وديموقراطية. وبعد عرض السنيورة طلب شيراك الاستماع الى المسؤولين عن الملف المالي، وطلب من حاكم المصرف المركزي رياض سلامة ان يقدم عرضاً عن الوضع المالي في لبنان، وكذلك مبعوثه الاقتصادي الخاص جان بيار جويي. وقال سلامة ان سياسة تثبيت العملة سبق واتبعها الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر بها الرئيس السنيورة الذي يعرف الأسواق المالية، موضحاً ان احتياط المصرف المركزي هو ثلاثة أضعاف الناتج الداخلي الخام، وأن الوضع النقدي سليم والمصرف المركزي مستعد ان يساهم في"باريس -3"في موضوع الديون اذا طلبت منه الحكومة ذلك. وأكد سلامة ضرورة معالجة فورية عبر مال يدفع فوراً لمواجهة استحقاقات 2007. وبعد ذلك تكلم جويي وقال ان"باريس -3"يتضمن ثلاثة عناصر: الهبات والقروض الميسرة والقروض للمشاريع، وأن التوقعات من المؤتمر تشير الى احتمال نتائج جيدة. اسئلة وبعد المحادثات التي دامت ساعة ونصف الساعة، والغداء، تحدث السنيورة إلى الصحافيين، فجدد تأكيد بقاء الحكومة"ما دامت تتمتع بثقة مجلس النواب وغالبية اللبنانيين"، مشدداً على"مد يدها للجميع من اجل التوصل الى حلول في مصلحة لبنان". ورأى رداً على سؤال ان الإضراب الذي نفذته المعارضة أول من امس"لا يؤدي اي غرض على الإطلاق"، مركزاً على ضرورة الحوار"والشارع لن يؤدي إلا الى المزيد من التأزيم والتوتر". وقال ان التأخر في إيجاد الحلول يزيد"الكلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويؤثر في صعيد الوحدة بين اللبنانيين". وأكد ان اللقاء مع شيراك كان جيداً، شاكراً له وللشعب والحكومة الفرنسيين، كل فعلته فرنساللبنان، بما في ذلك الدعم"الذي أوصلنا الى القرار 1701 والى تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وايضاً بما يتعلق بما زال قائماً من احتلال لأرض لبنانية في منطقة مزارع شبعا التي نأمل في ان يصار الى حل لها قريباً". وهل ما جرى في بيروت انعكس تردداً لدى الدول المشاركة بالنسبة الى مساهماتها، وهل يمكن ان يهدد مؤتمر دعم لبنان، أجاب السنيورة ان محبي لبنان"يؤلمهم ما جرى... ويتمنون لو انه يظهر دائماً في موقف موحد كي يتمكنوا من مساعدته... الدول سوف تكون متلكئة اذا استمر الوضع الحالي في لبنان ومن دون جهد لبناني لتأكيد وحدة اللبنانيين وتأكيد الخطوات الاصلاحية". واكد ان الكلام عن خصخصة الضمانات الاجتماعية يهدف الى النيل من برنامج الحكومة الاصلاحي. وقال رداً على سؤال عن رفض"حزب الله"اموال"باريس-3":"الرفض حق شرط الالتزام بالحكومة اللبنانية والبرلمان اللبناني. نحن دائماً منفتحون على الافكار البديلة". الوصول وكان الرئيس السنيورة وصل ظهراً الى العاصمة الفرنسية للمشاركة في المؤتمر العربي الدولي لدعم لبنانباريس-3 الذي سيعقد اليوم الخميس بمشاركة نحو اربعين دولة ومنظمة دولية وصناديق مالية. وكان في استقباله في مطار لو بورجيه، سفير فرنسا برنار إيمييه والسكرتير الاول في السفارة اللبنانية في فرنسا غادي خوري ومندوبة لبنان في منظمة الاونيسكو السفيرة سيلفي فضل الله وعدد من الديبلوماسيين في السفارة اللبنانية ومنظمة الاونيسكو. ويرافق الرئيس السنيورة الوزراء: معوض، وطارق متري وحمادة والسفير عساكر، والمستشارون شطح ورولا نور الدين وعارف العبد، والمسؤول عن المراسم في رئاسة الحكومة السفير رامز دمشقية. وانضم الى الوفد في باريس، الى سلامة، الوزراء أزعور وحداد وميشال فرعون ومحمد الصفدي. وعلى الفور، توجه السنيورة والوفد الى قصر الاليزيه، حيث أقام الرئيس الفرنسي جاك شيراك غداء على شرفهم. والتقى السنيورة مساء نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان في قصر ماتنيون في حضور أعضاء الوفد الوزاري المرافق. وكان السنيورة عقد بعد الظهر مؤتمراً صحافياً في مقر الصحافة الاجنبية في باريس بدعوة من"نادي الصحافة العربية"، حضره حشد استثنائي من مراسلي الصحافة المحلية والأجنبية. واشار الى انه اثناء مغادرته بيروت عبر المطار شاهد آثار ما حصل أول من أمس الأول"وكانت مناظر مؤلمة ذكّرتني بالحروب التي تعرّضنا لها وبالاجتياح سنة 1982". أضاف ان"هذا قام به لبنانيون أرادوا التعبير عن رأيهم"ولكن هناك وسائل أخرى للتعبير من دون اثارة الخوف والرعب لدى اللبنانيين". وعن الموقف الذي أطلقه الرئيس اميل لحود في شأن مؤتمر"باريس-3"، قال السنيورة:"هذا رأيه واذا كان لديه بديل ليتفضّل، فنحن منفتحون على كل فكرة او اقتراح ومن لديه حل لمشكلة لبنان ليفعل". وكرر الدعوة الى الحوار، وقال عن مطلب اجراء انتخابات مبكرة، ان لبنان شهد انتخابات قال الجميع انها كانت ديموقراطية مئة في المئة...". أضاف:"في ظل الاحتقان الحالي فإن الانتخابات لن تؤدي سوى للمزيد من التصعيد". واقر بأن تطبيق الخطة الاصلاحية يحتاج لموافقة السلطة التشريعية ولكن"نحن قصتنا مع الاصلاح قصة". وكرر التأكيد ان مؤتمر الدعم"لكل لبنان وليس لحكومته". وأكد السنيورة ان هناك اصراراً على المحكمة الدولية وفي الوقت نفسه هناك اصرار"على عدم تسييسها". مجدداً استعداده للاستماع والتعاون للتوصل الى تفاهمات في شأن المحكمة شرط عدم افراغها من مضمونها"انما لطمأنة فريق من اللبنانيين قد تكون لديه هواجس في هذا الشأن". وعبر السنيورة عن رفضه للعبارات التصنيفية، التي تطلق من هنا وهناك وقال:"قبل شهرين كان يقال عني انني وطني وماذا حصل لأصبح غير وطني اليوم؟ نحن لا نحتاج لشهادة من احد"، لأنه"خلصنا من فحص الدم، فهذا موضوع انتهى". وقال:"ان كل قرش يحصّل من باريس-3 سيوضع في مصرف لبنان ويستعمل حصراً لتسديد الديون المستحقة". وان من يريد معلومات عن كيفية انفاق الاموال ما عليه سوى التوجه الى الموقع الالكتروني لرئاسة الحكومة.