يعتبر الشاب المصري محمد احمد زهران 33 سنة ظاهرة نادرة وربما فريدة، بحيث يمكن ان يطلق عليه إحدى عجائب هذا العصر. يتمتع زهران بقدرات مثيرة، فهو يستطيع مثلاً فصل يده عن جسده وتحريك عظامه في كل الاتجاهات، والسير على قدميه وهو جالس على الأرض يمارس رياضة اليوغا، كما انه يستطيع الخروج من طوق لا يتعدى قطره 30 سنتيمتراً، على رغم ان طوله يبلغ 195 سنتيمتراً وعرض كتفه لا يقل عن 65 سنتيمتراً. كل هذه القدرات جعلت الناس يطلقون عليه لقب"الرجل المطاط"و"الرجل الكاوتشوك"و"الرجل ذو العظام الملبن"، ما جعله يدخل موسوعة"غينيس"للارقام القياسية. في طفولته، كانت هوايته الخروج من النوافذ المحمية بالقضبان الحديد، وكان يخرج بجسده عضواً بعد عضو، أي اليد أولاً ثم الساق فاليد الأخرى والساق الأخرى... حتى يخرج جسده كله من النافذة. وواجهته مشكلة واحدة في ذلك، وهي انه لم يكن يستطيع إخراج رأسه من بين القضبان، لأنها كانت أضيق من استدارة رأسه. فساعده شقيقه الأكبر الذي كان يعمل حداداً، إذ كان يضع له الأطواق الحديد الصغيرة ليتمكن من تخطيها بسهولة. وساعده ذلك على تنمية قدراته غير العادية. يقول زهران عن الشخص الذي اكتشفه وساعده على تنمية قدراته:"ساعدني أستاذي ومعلمي الملقب ب"الرجل الكاوتشوك"الذي عرفته مصر كلها وصفقت له سنوات، والذي كان لاعباً كبيراً وبارزاً في السيرك القومي المصري، وصاحب مواهب وقدرات مثيرة ومدهشة. إذ كان يستعرض قدرته على الثني والانكماش بجسده الى درجة لا يتصورها عقل إنسان. وحين رأيته مرة في أحد عروض السيرك القومي، سعيت الى التعرف إليه، عارضاً قدراتي أمامه، علّه يؤازرني ويأخذ بيدي. وفعلاً وقف هذا الرجل الى جانبي وأعطاني كل خبراته ومواهبه من دون بخل أو خوف. وعلمني حركات واستعراضات جديدة زادت من قدراتي الجسدية". وعن قدراته المدهشة الأخرى، يؤكد زهران أنه يستطيع ليّ ذراعه 360 درجة كاملة أكثر من مرة في الدقيقة الواحدة. أما عن كيفية تسجيل اسمه في موسوعة"غينيس"، فيوضح:"عرفت طريقي الى الموسوعة العالمية للأرقام القياسية من طريق أستاذي ومعلمي رماح الذي سبقني الى دخول الموسوعة عندما استطاع ان يعبر بجسده طوقاً لا يتعدى قطره 30 سنتمتراً. فاتصل رماح بالقائمين على الموسوعة، وأخبرهم عن قدراتي غير المحدودة. وجاء وفد من الموسوعة وطلب مني تقديم كل ما أستطيع من قدرات خارقة. فقدمت أمامهم الكثير من العروض الجسدية، إلا انهم اختاروا لقطة خروجي من طوق أضيق من طوق رماح لتسجيلها في الموسوعة، فحطمت الرقم القياسي العالمي المسجل باسم أستاذي رماح". وعن استثماره لقدراته غير العادية، يقول:"حاولت استثمار المرونة العالية التي يتمتع بها جسدي في ممارسة رياضة الجمباز. وبالفعل استطعت تقديم عرض رائع أمام رئيس المجلس الأعلى للرياضة آنذاك الدكتور عبدالأحد جمال الدين الذي أعجب به، وأوصى بانضمامي فوراً الى فريق"نادي الشمس"للجمباز حتى أستطيع تنمية مهاراتي وأكون مكسباً رياضياً لمصر. لكن ما أديته لاحقاً، يمكن ان يسجل أيضاً في موسوعة"غينيس"، باعتباره من الغرائب غير المعروفة، الا ان مدير"نادي الشمس"رفض ذلك، على رغم توصية رئيس المجلس الأعلى للرياضة السابق". يعمل زهران اليوم كهربائياً في"هيئة النقل العام"في محطة"مترو الأنفاق"في القاهرة. ويكشف انه تعرض لمواقف صعبة في حياته، لكن قدراته الجسدية ساعدته على الخروج منها:"كُلفت مرة بمهمة فتح باب الشقة لاشخاص فقدوا مفاتيحها. وصعدت الى الطبقة ال 12 من البناية، وأمسكت بماسورة قطرها 3 بوصات لأعبر بواسطتها وأتمكن من النزول وفتح الشقة. لكنني فقدت توازني وسقطت من علو شاهق على"ترابيزة"من الرخام، فانكسرت الترابيزة ولم أصب بأي مكروه. كما تعرضت لموقف آخر صعب لن أنساه، وذلك عندما كنت في إحدى سيارات"الميكروباص"مع ركاب آخرين. وبسبب السرعة الجنونية للسائق، انفجر إطار السيارة، ما أدى الى انقلابها أكثر من خمس مرات، وكانت النتيجة وفاة ركاب السيارة، وكان عددهم عشرة ركاب. فيما نجوت أنا بأعجوبة، ومن دون ان أصاب بأي خدش، لأنني تمكنت من التحكم بعظامي". وعن أمنياته وأحلامه، يقول زهران:"أتمنى الانضمام الى السيرك في إيطاليا أو فرنسا أو أي دولة أوروبية أخرى، لإبراز مواهبي في"الأكروبات"والجمباز".