بعيداً من الفن وشباك الإيرادات، يخوض الممثل المصري محمد هنيدي حالياً، معركة من نوع آخر أمام القضاء المصري، بعدما اتهمته مرشدة سياحية تدعى نسرين علي محمد السعودي 30 سنة بأنه يطاردها، وطلبت حمايتها منه وتعهّده بعدم التعرض اليها ثانية. وادعت في بلاغها انها عملت ممثلة مع هنيدي في مسرحية"طرائيعو"، وفوجئت به يطلب الزواج منها عرفياً فرفضت، لكنه ظل يطاردها وأحدث تَلَفاً في باب شقتها في مصر القديمة، وحررت ضده محضراً لدى الشرطة. هنيدي نفى في اتصال هاتفي مع برنامج"البيت بيتك"على شاشة التلفزيون المصري، ادعاءات الفتاة، معتبراً أنها لا تعدو"جملة أكاذيب"تسعى بواسطتها إلى النيل منه وإحداث"فرقعة"إعلامية تجني من ورائها شهرة لم تستطع تحقيقها منذ اتجاهها الى الفن قبل 5 سنوات. وأشار هنيدي الى أن الاتهام الموجه إليه ليس الأول من جانب الفتاة، إذ سبقته 3 اتهامات أخرى طيلة السنوات الثلاث الماضية، أثبتت تحقيقات النيابة كذب ادعائها، مؤكداً أنه لم يشأ رفع دعوى"رد شرف"، بعد تدخل عدد من الشخصيات للتوسط بينهما ورجائها ألا يضرّ بمستقبلها. واستشهد هنيدي بمقدم البرنامج محمود سعد الذي أشار إلى أن تلك الفتاة كانت حضرت إلى مكتبه في مجلة"الكواكب"عندما كان رئيساً لتحريرها، لتدّعي أمامه تلك الافتراءات عن هنيدي. وقال سعد:"للوهلة الأولى، استشعرت عدم صدق الفتاة، لكني انتظرت حتى انتهت من كلامها وواجهتها بأنها تكذب. فانهارت وبكت، فطردتها من مكتبي وحذرتها من عواقب تلك الادعاءات". وأكد هنيدي أنه لن يكتفي بالدفاع عن نفسه، بل سيكلف محاميه الرد في شكل عملي على المحضر الذي حررته نسرين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، ومطالبتها بتعويض مادي ضخم لكون ادعائها باطلاً ولا صلة له بالحقيقة، إضافة الى انه يسيء الى اسمه وسمعته ومكانته الفنية وكذلك الى أسرته، فهو متزوج وأب لثلاثة ابناء، لتكون عبرة لكل من يسعى الى تحقيق شهرة بادعاءات باطلة. لكن الواقعة ليست الأولى من نوعها في مصر، فهناك وقائع أخرى مشابهة تعرض لها فنانون مصريون وعرب، وأثبتت تحقيقات النيابة براءتهم، وان الأمر لا يعدو"هَوَس"معجبين بهذا الفنان او تلك الفنانة. فقبل أشهر، وجهت نيابة القاهرة اتهاماً إلى نبيلة مجدي 36 سنة بتعقب الفنان كريم عبدالعزيز وتهديده بتشويه وجهه بماء النار، إذا ارتبط بفتاة غيرها ولم يتزوجها. وقررت النيابة تحويل القضية الى القضاء بعد رفض كريم عبدالعزيز التنازل عن الدعوى، مؤكداً خوفه على حياته وحياة أسرته من تهديدات تلك الفتاة. وكانت مباحث القاهرة قبضت على نبيلة التي تعمل مدرِّسة في"هيئة محو الأمية"وتعيش مع والدها الذي يعمل حارساً لإحدى البنايات في حي النزهة في مصر الجديدة، بعدما دأبت، بحسب البلاغ، على مطاردة الممثل كريم عبدالعزيز طوال السنوات الثلاث الماضية. وفي التحقيقات، أكدت الفتاة أن إعجابها بالممثل بدأ عندما شاهدته في مسلسل"امرأة من زمن الحب"منذ سنوات مع الفنانة سميرة احمد، فتعلّقت به وحرصت على متابعة أعماله... حتى صار جزءاً من حياتها، فاعتقدت أنه لن يتزوج غيرها. وقررت أنها ستحرم أية فتاة من الارتباط به. وداومت على الاتصال به، ولم تملّ من إهماله وعدم رده عليها. واعترفت بأنها اضطرت إلى الاتصال ببعض الصحف، لتؤكد أن علاقة عاطفية تربطها بالممثل، وأن زواجه من خطيبته لن يتم. وهددته بإلقاء ماء النار على وجهه إذا تزوج غيرها. وكانت المباحث ذهبت إلى منزلها، ففوجئت بوجود صور عبدالعزيز معلّقة على جدران غرفتها، وملف يحتوي الأخبار التي نشرتها الصحف عنه. وعند مواجهتها بالممثل عبدالعزيز الذي سألها:"لماذا تطاردينني؟"، انهارت وبكت واعتذرت وطلبت منه أن يسامحها، لأنها تحبه فعلاً. لكنه رفض خوفاً من تكرارها تهديده، وأصر على تحويل المحضر إلى القضاء للفصل فيه، وكان له ما أراد. وفي بورسعيد، حدثت واقعة أخرى بطلتها فتاة لم تتجاوز 18 سنة، كانت انتقلت من بورسعيد إلى القاهرة بحثاً عن الممثل مصطفى شعبان الذي يبدو أنها وقعت في حبه. وعثرت عليها أسرتها بالتعاون مع الشرطة عند إحدى صديقاتها في القاهرة، وفي حوزتها رسائل كانت تنوي إرسالها الى شعبان، أبرز ما فيها أنها لن تتركه للممثلة نيلي كريم لأنها أحق به حبيباً وزوجاً. وقالت والدة الفتاة إن ابنتها تعاني من اضطرابات نفسية وتتردد على الأطباء، ما اضطر النيابة الى الإفراج عنها بعدما تعهّدت أسرتها بالحفاظ عليها لتعود إلى بور سعيد. وفي واقعة أخرى، فوجئ العاملون في"مسرح الهرم"بشاب يدعى أشرف عبدالرحيم العربي 34 سنة يعمل حلاقاً، وهو يحاول الدخول لمقابلة الفنان عادل إمام. وعندما ارتابوا في أمره، عُرض على النيابة فأدلى بأقوال غريبة دفعت مدير النيابة، الى إصدار قرار بضرورة عرضه على مفتش الصحة للتأكد من سلامة قواه العقلية، بعدما زعم أن أحد المتشددين أوعز إليه بأن الفنانين عادل إمام وشيرين سيف النصر وفيفي عبده ومدحت صالح خالفوا تعاليم الدين الإسلامي، ويستحقون العقاب. وعرض عليه أن يلقي على وجوههم ماء النار، في مقابل 50 ألف جنيه عن كل فنان و50 ألفاً أخرى مكافأة بعد تنفيذ العملية. وهناك واقعة مع الممثلة يسرا قبل سنوات، عندما حاول ضابط شرطة التسلل إلى منزلها ليلاً، فخافت الخادمة حين رأته، واستنجدت بالجيران الذين قبضوا عليه. وفي تحقيقات النيابة، أخذ يهذي بأنه يحبها وأنها على علاقة به منذ سنوات وعاهدته على الزواج، وأنه دأب على التسلل ليلاً الى منزلها ومشاطرتها الغرام، الأمر الذي أنكرته يسرا. وكشفت تحريات الشرطة آنذاك أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية. وهناك واقعة بطلتها الفنانة وفاء عامر التي عانت كثيراً من مطاردة شاب عاطل من العمل اثناء صعودها أو نزولها من منزلها، للتعرف إليها بحجة أنه معجب بها. وعندما تجاوز حدوده وطرق باب منزلها ليلاً فخشيت ان تفتح الباب واستغاثت بالبواب. فحاول الشاب الفرار عبر سلم البناية، لكن البواب لحق به فانهال الشاب على البواب بالضرب المبرح، وكاد أن يقتله وهو يردد"بحبها وانتم عاوزين مني ايه". وهناك أيضاً واقعة أخرى شهيرة بطلتها الفنانة صابرين في بدايتها الفنية قبل عشرين سنة، عندما كانت تشارك في العرض المسرحي"حمري جمبري". وفوجئت أثناء وقوفها على خشبة المسرح بشاب موتور يخترق الصفوف ويصعد إلى خشبة المسرح ويقبّلها وهو يصرخ:"بحبك يا صابرين وعاوز أتجوزك". نجوم زمان ولا تقتصر مسألة"مهاويس أهل الفن"على الجيل الحالي، بل يمتد الأمر إلى سنوات الفن الاولى. فهناك واقعة مشابهة كانت بطلتها كوكب الشرق أم كلثوم على مسرح"الأوليمبيا"في باريس، حين فوجئت وهي تغني بشاب يصعد الى خشبة المسرح ويخطف المنديل من يدها فأصابها ذلك والجمهور بالذعر. وعندما قبضت الشرطة الفرنسية على الشاب، برّر فعلته بأنه يعشق صوت"كوكب الشرق"، وتمنى ان يكون منديلها تذكاراً أبدياً له مهما كلفه الأمر. وهناك واقعة بطلها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، عندما فوجئ وهو في طريقه من منزله الى الأستوديو، وكان مرتبطاً بموعد تسجيل إحدى الأغنيات، بشاب مهووس يجري نحوه وهو يصرخ فرحاً:"أستاذ عبدالوهاب شخصياًَ في الشارع امام عيني... أنا بحبك موت يا أستاذ واريد ان اقبلك". وهمَّ بذلك فعلاً، لكن عبدالوهاب منعه بحركة لا إرادية، وهو يقول له:"إية اللي انت بتعمله ده؟". فما كان من الشاب الذي فوجئ برد فعل عبدالوهاب، إلا أن أخرج من جيبه سكيناً حاداً وضرب عبدالوهاب في رأسه، فشجه وسالت منه الدماء وهو يصرخ:"لماذا ترفض ان أقبلك... تستاهل". وأسرع المارة في الطريق الى إنقاذ عبدالوهاب وقبضوا على المهووس الذي اعترف لاحقاً بفعلته أمام النيابة، مبرراً الأمر بأنه يعشق عبدالوهاب منذ سنوات، وحضر من صعيد مصر ليصافحه ويقبله كنوع من الامتنان له، وظل يراقب بيته فترات طويلة من النهار، الى ان شاهده يخرج من منزله، فأسرع نحوه... وكان ما كان.