أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن بلاده اطلعت باهتمام على استراتيجية الرئيس جورج بوش الجديدة في العراق، لافتاً إلى أنها تطرقت إلى "نقاط مهمة"، لاسيما "معالجة وضع الميليشيات المسلحة والتوجّه الى مصالحة وطنية في العمل السياسي". لكنه قال: "نحن في انتظار الشروحات التي ستُفسر هذه الاستراتيجية، ونتطلع إلى الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للتعرف الى طبيعتها". وشدد الأمير سعود الفيصل أمس، مع وزير خارجية ايطاليا ماسيو داليما، على أهمية استئناف الحوار الوطني الفلسطيني الرامي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية،"تزيل كل مظاهر التوتر والعنف، وتتمكن من إنهاء الحصار المفروض على الشعب للتخفيف من معاناته الإنسانية، وصولاً إلى استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أسس السلام العادل القائم على مبادئ الشرعية الدولية". وأعرب الفيصل عن ارتياحه للمحادثات التي أجراها مع نظيره الإيطالي، واصفاً إياها ب"المعمقة والبناءة"واشار إلى أنها تناولت القضايا الثنائية. وكشف عن توقيع اتفاق لتفادي الازدواج الضريبي بهدف"تعزيز الروابط التجارية وتشجيع الاستثمارات والدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى آفاق أرحب، وكذا هي الحال بالنسبة إلى العلاقات السياسية والثقافية والعسكرية". وأوضح الوزير السعودي أن المحادثات تناولت آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط المفعمة بالتوتر في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان، إضافة إلى بروز الملف النووي الإيراني في المنطقة، ليشكل تهديداً جديداً لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها. وقال إن بلاده"لا تزال تتطلع إلى حل هذا الموضوع النووي الإيراني عبر الطرق السلمية، والتعامل معه بشمولية وعدم استثناء إسرائيل". وفي رده على سؤال عن احتمال استخدام النفط كسلاح للضغط إذا تصاعدت أزمة ملف إيران النووي، أوضح الفيصل أن السعودية"لا تعتبر النفط سلاحاً". بل"تتعامل معه على انه ثروة تُستغل". وتطرق الفيصل إلى دور اوروبا في منطقة الشرق الأوسط، وقال:"نتمنى ان يكون الدور الاوروبي اكبر"، منوهاً في الوقت نفسه بالدور الإيطالي في لبنان، في المؤتمر الذي عُقد خلال الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، وهو رأي دعمه في المقابل وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما بقوله:"يجب على أوروبا ان تقوم بأكثر مما قامت به لدعم إعمار لبنان، وفي القضية الفلسطينية أيضاً". وأكد داليما أن بلاده تشاطر السعودية الرأي حول شروط إحلال السلام في العراق، إذ يرى الطرفان ضرورة نزع سلاح الميليشيات ودمج السنة في المؤسسات السياسية في"العراق الجديد"، لافتاً إلى أهمية التمثيل المتوازن لمختلف الطوائف الدينية والعرقية في المشهد العراقي. وأشار داليما إلى دعمه استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق، مشدداً على أن بلاده تقف إلى جانب الجهود الدولية لإحلال السلام. وأكد داليما دعمه حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، لاسيما أنها جاءت نتيجة"لإرادة الشعب اللبناني". وشدد على التطابق التام بين السعودية وإيطاليا من الأزمة اللبنانية، داعياً الفرقاء اللبنانيين إلى الاستجابة لمبادرة الجامعة العربية في طريق حل الأزمة السياسية هناك. ووصف ماسيمو داليما مساهمة السعودية في مؤتمر باريس المقبل لإعادة إعمار لبنان ب"الأساسية"، مؤكداً دعم الحكومة الإيطالية للحكومة اللبنانية، وأملها بأن ينتهي الصراع بين القوات المختلفة في لبنان، وان تحل في إطار اتفاق وطني لحماية سيادة لبنان واستقراره. وكان الأمير سعود الفيصل استعرض في وقت سابق خلال اجتماعه مع داليما العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً في العراق وفلسطين ولبنان.