تعرضت السفارة الأميركية في أثينا فجر أمس لإطلاق صاروخي في عملية وصفها السفير تشارلز ريس بأنها "اعتداء خطر للغاية" وتبناها ناطق باسم مجموعة يونانية من اليسار المتطرف. وأفاد مصدر في الشرطة اليونانية أن الاعتداء ارتكب بواسطة صاروخ روسي مضاد للدبابات من طراز معروف بين مهربي السلاح. وعثر المحققون على بقايا هذا الصاروخ في المراحيض حيث انفجر في الطابق الثالث من المبنى قبالة الشعار الذي يزين واجهة السفارة ويتوسطه النسر الأميركي. وقالت الشرطة أيضاً إنها تبحث عن شاحنة صغيرة رآها شهود في موقع الحادث لحظة وقوع الانفجار. ووفق العناصر الأولى للتحقيق، فإن الصاروخ أطلق من على مستوى الطريق وتحديداً من ورشة قبالة السفارة. وبناء على أمر رئيس الوزراء كوستاس كرامانليس، اسند التحقيق إلى الرئيس السابق لأجهزة مكافحة الإرهاب اليونانية ستيليوس سيروس. وأوضح وزير الأمن العام اليوناني فيرون بوليدوراس أن ناطقاً مجهولاً باسم مجموعة"الكفاح الثوري"اليونانية أعلن مسؤولية المجموعة اليسارية المتطرفة عن الاعتداء الذي اقتصرت نتائجه على أضرار مادية طفيفة من دون أن يوقع إصابات. وقال الوزير بعد تفقد السفارة:"جرى اتصالان هاتفيان أحدهما بشركة حراسة من جانب مجهول أكد إعلان الكفاح الثوري مسؤوليته"عن الاعتداء. وأضاف بوليدوراس أن الشرطة تتحقق من صحة التبني. ورأى السفير الأميركي متحدثاً أمام المبنى أن ليس هناك"أي مبرر لعمل بهذا العنف". وتفقدت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس السفارة. وقالت:"إن هذا النوع من الأعمال كلف بلادنا كثيراً في الماضي، والحكومة مصممة على بذل كل الجهود الضرورية حتى لا يتكرر". وقال مصدر في الشرطة انه لم يسمح للشرطة بالدخول إلى المبنى إلا بعد 15 دقيقة على الأقل على الانفجار حيث كان مسؤولون في السفارة يسعون إلى معرفة ما حصل. طوق أمني وفرضت عشرات سيارات الشرطة طوقاً أمنياً شمل الطرق المحيطة بالسفارة، ما أسفر عن أزمة مرور خانقة في المنطقة. وبدأت شرطة مكافحة الإرهاب اليونانية تحقيقاتها في موقع الحادث. وقال أحد السكان في محيط السفارة:"سمعنا دوي انفجار شديد قبيل السادسة صباحاً". وقال شاهد آخر إن سيارته اهتزت من جانب إلى آخر عندما كان في طريقه إلى مستشفى قريب. وقال شاهد يوناني لإذاعة"سكاي"الخاصة:"سمع دوي الانفجار وكأنه وقع في الباحة ثم اندلع حريق في محيط المدخل الرئيس حيث شعار السفارة". ونقل التلفزيون الرسمي اليوناني نت عن مصادر في الشرطة تأكيدها أن المهاجم المجهول فرّ على قدميه. وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية كورتيس كوبر في بيان مقتضب:"ليس هناك إصابات أو ضحايا من أي نوع. الشرطة تجاوبت ونتيجة للحادث ستغلق السفارة أبوابها اليوم الجمعة في 12 كانون الثاني يناير". وظهرت مجموعة الكفاح الثوري في الخامس من أيلول سبتمبر 2003 عند تبنيها اعتداء على محاكم أثينا أصيب خلاله شرطي بجروح، وهي تعتبر حالياً أخطر مجموعة إرهابية في البلد بعد تفكيك المجموعات التاريخية الكبرى من اليسار المتطرف في سنتي 2000 و2003. وفي 30 أيار مايو الماضي، فجرت المجموعة قنبلة قرب منزل وزير الثقافة المحافظ جورج فولغاراكيس، معلنة بوضوح إنها كانت تنوي"إعدامه". ونفذ"الكفاح الثوري"ستة اعتداءات حتى الآن استهدف أحدها مركزاً للشرطة في العاصمة قبل مئة يوم من دورة الألعاب الأولمبية التي نظمت في أثينا في صيف 2004. وكانت السفارة الأميركية تعرضت عام 1996 لصاروخ أطلقته مجموعة"17 تشرين الثاني نوفمبر"، كبرى المجموعات الإرهابية اليونانية التي يحاكم حالياً 16 من أعضائها أمام محكمة استئناف بعد اعتقالهم عام 2000. وسقط الصاروخ في باحة المبنى من دون أن يسفر عن أضرار كبرى. وظهرت هذه المجموعة الماركسية في نهاية حقبة الديكتاتورية العسكرية في اليونان 1967-1974 وتبنت عدداً من الاعتداءات من بينها اغتيال خمسة موظفين في السفارة الأميركية في أثينا. كما ظهرت في خط"17 تشرين الثاني نوفمبر"مجموعات كثيرة يسارية متطرفة نفذت اعتداءات صغيرة باسم مكافحة"الإمبريالية"و"الرأسمالية"، ومنها"الألوية الثورية"و"العدالة المناهضة للدولة"و"الحركة الشعبية الثورية"و"خلية المقاومة".