تدهور الوضع الأمني في غزة امس بعد اغتيال عميد في جهاز الاستخبارات الفلسطينية وأربعة من مرافقيه في منطقة غير بعيدة عن منزل رئيس الوزراء اسماعيل هنية في مخيم الشاطئ حيث تفرض حراسة مشددة. ويأتي هذا التدهور في وقت ينشغل الفلسطينيون بتشكيل حكومة وحدة وطنية أعلن الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعه امس استعداده لدعمها والاعتراف بها ورفع الحصار عنها بعد اتضاح برنامجها السياسي. راجع ص5 في هذه الاثناء، واصلت اسرائيل والولايات المتحدة مساعيهما الديبلوماسية المكثفة على الساحة الدولية، خصوصاً الأوروبية، لعرقلة طرح المبادرة العربية للسلام على جدول اعمال مجلس الأمن الذي سيجتمع في 21 الجاري، وضغطت واشنطن على سائر أعضاء اللجنة الرباعية من أجل عدم"التخلي"عن"خريطة الطريق"الدولية كمشروع سياسي وحيد لحل الصراع. وأفادت مصادر صحافية اسرائيلية ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني انتزعت وعداً من واشنطن بعدم السماح لمجلس الأمن بالتدخل في الصراع من خلال التصويت على مبادرة جديدة. ونقلت عن ليفني ان تل أبيب وواشنطن تعوّلان أساساً على اتخاذ قرار واضح خلال اجتماع الرباعية في 20 الجاري يدعم"خريطة الطريق"فيفوّت الفرصة على مجلس الامن في اليوم التالي لتناول المبادرة العربية بجدية. وعلى رغم المساعي الاميركية، أبدى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في بروكسيل امس، انفتاحا ازاء الاتفاق الفلسطيني على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما لوكالة"رويترز":"اتفقنا على انه ينبغي دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة. انها نقطة تحول شديدة الاهمية في الموقف"، مضيفا ان مفوض الشؤون الخارجية"خافيير سولانا ابلغنا بأن البرنامج السياسي للحكومة الجديدة سيتضمن اعترافا بالاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية في السابق... وهذا يعني الاعتراف باسرائيل كشريك". وقالت مصادر فرنسية ان الرئيس جاك شيراك ووزير خارجيته دوست بلازي ألقيا بثقلهما لاستصدار هذا الموقف الاوروبي. غير ان الوزراء الاوروبيين اعربوا ايضا عن الامل في"ان يعكس برنامج حكومة الوحدة مبادئ اللجنة الرباعية ويمكّن من انطلاقة مبكرة"للمفاوضات. وقال رئيس المجلس، وزير خارجية فنلندا اريكي توميويا ان الاتحاد يرغب في دعم حكومة وحدة تستجيب لشروط اللجنة الرباعية،"ما يساعد على كسر الجمود". وأبدى تفاؤله مشيرا الى ان الرئيس محمود عباس ابو مازن"اكد لنا أن الحكومة الجديده ستلتزم الاتفاقات المبرمة"، واضاف:"وجهنا الدعوة الى ابو مازن لحضور اأد اجتماعاتنا، ونأمل في ان يعقد هذا اللقاء في نيويورك الاسبوع المقبل". ورأت وزيرة الشؤون الاوروبية كاثرين كولونا في اعلان اتفاق حكومة الوحدة"تطوراً ايجابياً... واذا استجابت الحكومة للموقف الدولي مطالب الرباعية، فإن الاتحاد سيقابلها بمراجعة العلاقات واستئناف الاتصالات والمعونات المباشرة". من جهة اخرى، اكد مصدر مسؤول في جهاز الاستخبارات العامة"اغتيال مسؤول العلاقات الدولية في الاستخبارات العميد جهاد الطايع 55 عاماً وأربعة من مرافقيه"في غزة. واشار الى ان مسلحين في سيارتين اطلقوا النار على سيارة العميد، ما ادى الى"استشهاده ومرافقيه". وأوضح مصدر امني ان اجهزة الامن والشرطة الفلسطينية"فتحت مباشرة تحقيقاً لمعرفة ملابسات هذه الجريمة"، وطلبت الاشرطة المصورة في الكاميرات المنصوبة حول منزل هنية القريب من موقع الحادث. وقال شاهد ان المهاجمين استولوا على حقيبة كانت داخل سيارة المسؤول، في حين قالت مصادر امنية ان المهاجمين استولوا على بنادق رجال الامن وهواتفهم المحمولة وحقيبة يد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بشكل فوري عن اطلاق النار من سيارة، الا ان مصادر فلسطينية قدّرت ان يكون وراء الهجوم احد احتمالين، الاول انه يأتي في اطار خلافات داخل الجهاز نفسه، والثاني ان سرقة الحقيبة ووثائق من السيارة تعني ان المهاجمين ربما ارادوا الحصول على معلومات، خصوصاً ان الطايع هو مسؤول العلاقات الدولية في الاستخبارات، ما يشير الى ان هناك جهة سياسية فلسطينية وراء الموضوع.