في عام 2001 افادت دراسة هولندية اجريت على 20000 طفل ان قسماً لا بأس به منهم يمتصون جرعات سامة من مواد المكافحة الكيماوية الزراعية المبيدات. وبعدها بأعوام، نفذ المعهد الوطني للصحة العامة في مقاطعة كيبيك الكندية دراسة على اطفال تراوحت اعمارهم بين 3 و7 سنوات، تبين على اثرها وجود بقايا للمبيدات في بول 99 في المئة من المشاركين. هذا عند اطفال الدول المتقدمة، فماذا عن الأطفال في بلاد العرب. ان الخضر والفواكه هي السبب الرئيس لتسمم الأطفال بالمبيدات، ولا غرابة في ذلك، فهم في مراحل النمو والتطور، ويحتاجون اكثر من الكبار للطعام، ولذلك فهم اكثر تعرضاً لمرور المبيدات السامة الى اجسادهم. ان التسمم الحاد بالمبيدات الكيماوية يتظاهر بعوارض تشمل التعب والدوار والغثيان والتقيؤ، اضافة الى مظاهر تنفسية وعصبية خطرة مهددة للحياة. اما التسمم المزمن فيرتبط بالإصابة بأمراض في غاية الخطورة مثل التشوهات الولادية والأمراض العصبية والأمراض الغدية والسرطان. ومنذ ايام نشر الباحثون الفرنسيون دراسة في المجلة المتخصصة"اوكيوبيششينال اند انغيرومينتال ميدسن"اوضحوا فيها خطر تعرض الجنين او الطفل للمبيدات. ففي محاولة لفهم اسباب السرطان عند الصغار سأل الباحثون 280 أماً لأطفال يعانون سرطان الدم في مقابل 288 أماً لأطفال اصحاء وبعد قراءة كل المعطيات التي جمعوها خلصوا الى ما معناه، ان التعرض للمبيدات يرفع من خطر الإصابة بسرطان الدم بمعدل مرتين اكثر. وإضافة الى سرطان الدم، فهناك سرطانات اخرى يبدو انها على علاقة بالمبيدات الكيماوية منها سرطان الدماغ وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الساركوما وأورام الغدة فوق الكلية، وسرطان المثانة وربما سرطانات اخرى؟ ولا يسلم جهاز المناعة ايضاً من شر المبيدات الكيماوية. ففي تقرير علمي جرى فيه تحليل معطيات اكثر من 100 دراسة تجريبية لمختلف انواع المبيدات لمعرفة نياتها على جهاز المناعة، فإن غالبية هذه الدراسات اجمعت على ضرر المبيدات في قمع هذا الجهاز ومنعه من القيام بمهماته. ولا ننسى الارتكاسات التحسسية التي انتشرت كالنار في الهشيم عند الأطفال، فأمراض الربو انفجرت، والتهابات الجلد كثرت، وحوادث الصدمة التحسسية تصاعدت، ان عدداً من المبيدات متهم وحتى اشعار آخر، بحدوث تلك الأزمات. ما هو الحل لنجنب اطفالنا وأنفسنا ايضاً، مخاطر المبيدات الكيماوية؟ ان الحل الأمثل هو تناول الخضر والفواكه التي أُنتجت من دون اللجوء الى استعمال المبيدات الكيماوية. اما إذا تعذر تحقيق هذا الأمر، فإن واحداً من اثنين مفيد: إما الغسل الجيد للخضار والفواكه، او التقشير، فهذان كفيلان بالتقليل من كمية المبيدات التي تفكر بالعبور الى بطون الصغار... والكبار ايضاً.