انا سمرة، شقية وجميلة كما يراني اصدقائي وعائلتي، بلغت من العمر عشر سنوات ولي من الأخوة ثلاثة، احمد ولينا وخالد. ترتيبي بينهم الثانية. وأحلامي كبيرة على رغم اني صغيرة، كما تقول امي دائماً... اعتدت الذهاب كل يوم إلى حديقتي التي زرعتها بنفسي. كانت عالمي الصغير الذي احمله معي اينما ذهبت. زرعت فيها النرجس وحففتها بالعشب الاخضر. واصبحت أزورها كل يوم تقريباً. وفي احد الايام ذهبت إليها مصطحبة قطتي"نوسة"، واستلقيت على العشب الاخضر ألهو مع قطتي. انحنت زهرتي تقبلني من جبيني، واستغربت حديثها معي، إذ قالت: - هل لي ببعض الماء يا سمرة؟ انك لم تسقني منذ البارحة؟ ركضت إلى المنزل وعدت بقارورة ماء ورويت نبتتي. فخفضت اوراقها حياء وكأنها تطلب شيئاً آخر، قالت: - أريد شيئاً من أشعة الشمس فأنت تعلمين أني لا أورّق في هذا المخبأ الجميل من دون ضوء. اطرقتُ وتساءلت كيف السبيل إلى حمل الشمس إلى هذه البقعة الخفية؟ رفعت رأسي إلى الاعلى فوجدت غيوماً تحجب الشمس. صعدت مسرعة إلى سطح الدار. رفعت يدي امسك الغيم فلم افلح. تنبّهت الريح فسحبت لي غيمة ندية، طلبتُ منها ان تحملني إلى الشمس، فقالت لي: - اخاف ان اتبخر وانجلي فتسقطي. - لا يا عزيزتي سأطلب من شمسنا ان تكون رؤوفة بنا. حملت الغيمة سمرة وارتفعت وطرقت ابواب الشمس. برزت الشمس ملقية بأشعتها على وجه سمرة التي اغمضت عينيها وهي تقول: يا شمسي هل لك ان تحميني انا وغيمتي من اشعتك الذهبية؟ ضحكت الشمس ونظرت إلى سمرة بحنان وسألتها: ما الذي اتى بك الى هنا يا سمرة؟ - جئت اطلب منك ان تطلّي كل صباح على نبتتي فتمدينها من اشعتك بالقوة والصفاء. - لك ما تطلبين يا سمرة، سأكون عندها كل صباح. أخذت سمرة من الشمس عهداً وذهبت مع الغيمة. وفي أثناء نزولها إلى سطح المنزل، سمعت صوت والدتها تناديها. فهمست سمرة للغيمة ان تسرع كي لا تقلق عليها امها. ضحكت الغيمة ونزلت سمرة بخفة من سطح المنزل، ووقفت امام أمها. - افتقدت وجودك قربي. - كنت في زيارة للشمس، ردت سمرة. وفي صباح اليوم التالي، توجّهت سمرة فوراً الى زهرتها، ووجدت الشمس تغمرها بأشعتها الملونة. وتستقبلها الزهرة بابتسامة فرح تنشرها أوراقها. بغداد