لم يبت وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم الطارئ امس في القاهرة، في الدعوات التي اطلقتها عواصم عربية منها الرياض وتونس وصنعاء لعقد قمة طارئة. وفضلوا الانخراط في مزيد من المشاورات بهدف التحضير الجيد لهذه القمة ما يعني ارجاءها الى اجل غير مسمى. وأصدر الوزراء قراراً حول"الوضع في لبنان"وجهوا فيه"التحية لصمود لبنان ولمقاومته للعدوان الاسرائيلي الغاشم". وبدا أن غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم حقق اهدافه بما منع معركة خطابية مع عدد من نظرائه العرب كتداعيات متوقعة بعد خطاب الرئيس بشار الاسد الذي أغضب قادة عرباً، وقد يكون هو السبب المباشر في اطاحة القمة التي جرى حديث طويل حولها في الفترة الماضية. وأكد الوزراء التضامن مع لبنان مع الاشادة بالدور الذي قام به الوفد الوزاري العربي إلى نيويورك ومشاركته في المداولات التي سبقت صدور القرار الدولي ال1701، ووجهوا الشكر لدولة قطر العضو العربي في مجلس الأمن. وكان وزير خارجية قطر نفى أن يكون زار إسرائيل قبل اجتماع وزراء الخارجية الطارئ في بيروت، وقال إن الزيارة الوحيدة له لاسرائيل كانت عندما شارك في واجب العزاء في الرئيس الراحل ياسر عرفات. ودعا الوزير القطري الى الذهاب مجدداً الى مجلس الامن وبشكل جماعي وليس انفرادياً لإعادة ملف النزاع العربي الاسرائيلي الى المنظمة الدولية. ورحب الوزراء بقرار الحكومة اللبنانية ارسال الجيش الى الجنوب، ودعوا مجلس الامن الى الضغط على اسرائيل للرفع الفوري للحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه على لبنان، والى ضرورة تحقيق وقف اطلاق نار ثابت ودائم وإدانة الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية لقرار مجلس الامن. وأكد الوزراء دعمهم لخطة النقاط السبع للحكومة اللبنانية، وحمل الوزراء اسرائيل المسؤولية الكاملة عن العدوان على لبنان ونتائجه وعن الاستهداف المتعمد للمدنيين وللبنى التحتية. ورحب الوزراء بقرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بشأن الانتهاكات الاسرائيلية، وكلف الوزراء المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية بوضع تصور لجهد عربي منظم للمساهمة في اعادة اعمار لبنان وتطوير الاقتصاد اللبناني. وكان الرئيس المصري حسني مبارك، تلقى رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نقلها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، وتتناول الرسالة التطورات الحالية على الساحة العربية خصوصاً الوضع في لبنان. وعقد كل من الأمين العام للجامعة عمرو موسى ووزيرا خارجية مصر والسعودية اجتماعاً ثلاثياً قبيل عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية والاجتماعين التشاوري والرسمي لوزراء الخارجية العرب في مقر الأمانة العامة للجامعة، تم خلاله البحث في التحرك العربي المقبل، وذلك من خلال مشروع ثلاثي مصر والسعودية والاردن لإعادة ملف عملية السلام الى الأممالمتحدة. وكانت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالسودان عقدت اجتماعاً وعرضت تقريراً على الاجتماع الطارئ الذي اصدر قراراً حول تطورات الوضع في دارفور اشاد فيه بدور قوات الاتحاد الافريقي. وطلب القرار من مجلس الامن اتاحة الوقت الكافي للحكومة السودانية لتنفيذ خطة تحسين الاوضاع وحفظ الامن في دارفور ودعوة الدول العربية للإيفاء بالتزاماتها وفقاً لقرار قمة الخرطوم تجاه تكلفة قوات الاتحاد الافريقي ودعوة المجموعات المسلحة السودانية، التي لم توقع على اتفاق السلام في دارفور، الى سرعة التوقيع.