تتميز أفكار أعماله دائماً بأنها جريئة وجديدة. وعلى رغم أنه أحد نجوم الكوميديا السائدة في السينما المصرية، يسعى الى أن يتضمن فيلمه مواضيع عن مشاكل تثير الجدل داخل المجتمع المصري، كما في"محامي خُلع"بعد إدخال قانون الخلع في النظام القضائي المصري. هاني رمزي وعلى رغم الجدل الصاخب الذي طاول أفلامه السابقة وأدى الى انعقاد جلسات خاصة في البرلمان المصري لاستجوابه مع صناع فيلمه السابق"أبو العربي"، إلا أن فيلمه الجديد الذي يعرض حالياً"ظاظا"أثار جدلاً هائلاً منذ الإعلان عن فكرته والتي ولدت جراء تعديل المادة 76 من الدستور المصري والتي تتيح للمواطنين الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. والعجيب أن فيلم"ظاظا"صوّر بالكامل من دون تصريح، وهي ربما المرة الأولى في تاريخ السينما المصرية التي يتم فيها ذلك! بل أن الفيلم ظل مصير عرضه معلقاً حتى آخر اللحظات الأخيرة السابقة على الموعد المحدد لعرضه. من هنا كان أول سؤال يمكن طرحه على بطل فيلم"ظاظا"يتعلق برأيه في الفيلم. هل ظهر الفيلم في نهاية الأمر كما تريد؟ - المهم أنه ظهر لأن هذا كان أمنية تحققت. وبالطبع نحن قدمنا تنازلات من أجل أن يظهر الفيلم بصورته النهائية المرضية. لا يستطيع أحد أن يصل الى الكمال في أي عمل. لذا أنا سعيد في كل الأحوال لأنني تعبت جداً وأجلت مشاريع عدة بسبب"ظاظا"اذ كنت مؤمنًا أن هذا الفيلم يحمل صوتاً مهماً في الوقت الحالي ويجب أن يُسمع. جابر عصفور أنقذنا ما أبرز القيود التي واجهتكم خلال عملكم على الفيلم؟ - يكفي أن أقول انها المرة الأولى التي يصور فيها فيلم بالكامل من دون تصريح. كان يمكن أي شخص أن يبلغ الشرطة لمنعنا من التصوير. ولذلك ولأسباب احتياطية حرصنا على التصوير في أماكن ليس فيها معالم للقاهرة بما في ذلك السيارات والملابس، وذلك تطلب مجهوداً من المخرج علي عبد الخالق. وبالطبع لو كانت الأمور طبيعية لزاد ذلك الصورة جمالاً. لكني فخور بأننا استطعنا صناعة فيلم في هذه الظروف. الظروف التي تتعامل معها هل تساعد الفن على الارتقاء؟ - أبداً بل أننا نظل"محلك سر"غير طبيعي ما يحدث. مثلاً منذ بداية التصوير يطلب منك أن توقع على إقرار بعدم التعرض لرجال الشرطة أو الجيش وعدم المساس بهم من قريب أو بعيد... هي قيود غير موجودة في أي مكان في العالم وذلك في الوقت الذي ننادي فيه بالحرية للفكر والإبداع. الموظفون يرتعشون في ظل القيود واللوائح. تخيل علي أبو شادي صرح في البداية بالنص ثم رفض إعطاءنا تصريحًا بالتصوير؟! وكيف حصلتم على تصريح بالعرض؟ - بعد تصوير الفيلم جاءت الرقابة وشاهدته وأشادت به. وقال علي ابو شادي، رئيس الرقابة لي"الرقباء مبسوطون". ولكن من اليوم التالي ذهبنا لاستخراج ترخيص العرض ففوجئنا بأعضاء الرقابة يخلون بمسؤوليتهم قائلين ان الفيلم سيتم تحويله الى جهات امنية للبت فيه! اتصلت بعلي ابو شادي فوجدته سافر الى باريس ولم يتبق على موعد عرض الفيلم سوى ثلاثة ايام. واصبت بإحباط شديد ولكننا ذهبنا الى أمين المجلس الاعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور واستنجدنا به وبالفعل صرح بعرض الفيلم على مسؤوليته الخاصة. اشكره جداً واتمنى ان يكون هناك مثله في كل الوزارات. هل ترى انك تعديت خطوطًا حمراً في هذا الفيلم؟ - أولاً أنا اكتشفت ان الرقابة تخضع لرقابة ثانية والثانية تخضع لرقابة ثالثة. وهكذا لا نعرف من صاحب الرأي النهائي!! اما عن الخطوط الحمر فبالطبع الموضوع شائك ونحن اول فيلم يتناول انتخابات رئاسية في المنطقة وهذا دور الفن، التفاعل مع احداث المجتمع وتغييراته. هل تحب تقديم الكوميديا السياسية؟ - أنا لا اعتبر افلامي كوميديا سياسية إنما انسانية بمعنى ان الفنان من حقه ان يعبر عن مشاكل المواطن، وعن العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وهذا الفيلم حال انسانية رسالته تقول ان الشعب يحتاج قلباً يحكمه ويواسيه! وذلك من كثرة ما أصابنا. وهل"ظاظا"نموذج للحل؟ - نحن احضرنا انسانًا بسيطًا لا يحمل أي مؤهلات وهو بالطبع نموذج كاريكاتوري لأنه غير مؤهل لمنصب الرئيس، وقلنا ماذا سيحدث لو رشحناه للرئاسة؟ وكان الجواب: سيتصرف بالفطرة وهذه هي النتائج والقرارات. نريد قول كيف يفكر المواطن البسيط تجاه الحكم. ولكنكم اختزلتم المشكلة في امتلاك سلاح نووي؟ - اولاً الموضوع العام للفيلم يحتمل عشرات الأفلام لكن وجدنا ان الاهم في ظل الاوضاع الحالية هو امتلاك القوة فمثلاً هل هناك عدل بين السلاح اللبناني والفلسطيني والسلاح الاسرائيلي؟! وفي النهاية الفيلم ساعتان نحاول فيهما تقديم ما نقدر عليه. ما هو جديدك بعد"ظاظا"؟ - انا في مشكلة الآن فحواها ماذا سأناقش بعد ذلك؟ سأبحث على أي حال عن قضية جديدة تشغل الرأي العام. والى أن اجد ذلك هناك فيلم كوميدي وقعت عقده اسمه"ضابط وأربع بنات"مع فريق"الفور كاتس"اللبناني، وكان مفترضاًَ أن يبدأ تصويره منتصف الشهر الجاري لكن ظروف الحرب اجلت المشروع. وهناك ايضاً فكرة رحبت بها لإعادة تصوير فيلم"عربي تعريفة"الذي لم يستكمله صديقي الراحل علاء ولي الدين ومازلنا في إطار مناقشة الموضوع. المسرح مرحلة مهمة في حياتك هل انتهت؟ - بالطبع لا، ولكني فوجئت ذات يوم بأنني اقف على المسرح بصورة متواصلة، منذ نحو 16 عاماً ثم تزوجت، ولم استطع ان اقضي أي اجازة، مع اولادي لذلك اخذت اجازة اجبارية من المسرح والآن اشتقت للعودة واتمنى ان تكون قريبة.